مسيرة عميل "ديمقراطي": من دبلوماسي الى بندقية للإيجار-1

غارعشتار
تحقيق: عشتار العراقية
  في  3-5 ايلول 2002 كوبهام - مقاطعة سري في  المملكة االمتحدة اجتمع 32 عميلا "عراقيا" في اول اجتماع لمجموعة عمل المباديء الديمقراطية . وهي جزء من مبادرة وزارة الخارجية الامريكية المسماة (مشروع مستقبل العراق). في الاجتماع انقسمت المجموعة الى 4 قوات عمل لبحث:
1- القضايا الانتقالية
2- حقوق  الانسان وحكم القانون
3- المجتمع المدني والدمقرطة
4- الفدرالية اساس نظام العراق  الجديد
 وكل قوة مهام انتخبت 2 من اعضائها للانضمام الى لجنة تنسيقية مهمتها استمرار العمل حتى يحين موعد الاجتماع العام للورشة. وقد انضم الى هؤلاء المنسقين الثمانية  منسقان متجولان لتشكيل لجنة تنسيق عامة من 10 اعضاء
إليكم أسماء العملاء المشاركين:
قوة مهام القضايا الانتقالية : محمد عبد الجبار- ايهم السامرائي- فيصل امين الاسترابادي - نوري البدران - غالب برادوستي - سالم الجلبي - قاسم داود - خليل الخفاجي - ليث كبة - فؤاد معصوم - دلشاد ميران - علي النقيب - انتفاض قنبر - رند رحيم فرانكي- موفق الربيعي - جمال الوكيل.
قوة مهام حقوق الانسان وحكم القانون : فيصل امين الاسترابادي - سالم الجلبي - منذر الفضل - عمانوئيل كمبر - خليل الخفاجي - فاروق رضاعة
قوة مهام المجتمع المدني والحقوق السياسية : ايهم السامرائي - عمانوئيل كمبر - رند رحيم فرانكي - قباد طالباني - جمال الوكيل - البرت يلدا
قوة مهام الفدرالية: محمد  عبد الجبار - غالب برادوستي - مهند الاشيقر - منذر الفضل - اورهان كيتين- فؤاد معصوم - دلشاد ميران - حاتم مخلص - قباد طالباني - البرت يلدا
المنسقان المتجولان at large : غسان العطية - كنعان مكية
 وقد خرج كل هؤلاء بتقرير تقول مقدمته:
اعد هذا التقرير من قبل اللجنة التنسيقية كمسودة ونوقش وصحح من قبل كل  المجموعة. انه عمل مستمر يمثل الجهد الجماعي لكل الافراد في مجموعة العمل التي كرست الوقت والجهد للاتصال برفاقهم اعضاء قوات المهام لانتاج التقرير: فهو نتاج آراء اعضاء مجموعة العمل والعراقيين خارج المجموعة والخبراء غير العراقيين.
هذا التقرير ينطلق من قرارات مؤتمر (المؤتمر الوطني العراقي) المنعقد في صلاح الدين بشمال العراق مابين 27-31 تشرين اول 1992. وباختصار نادت تلك القرارات بعراق ديمقراطي فدرالي يتأسس على مباديء الفصل بين السلطات ومبدأ حماية حقوق الانسان وحقوق الجماعات. ومباديء صلاح الدين 1992 تم التأكيد عليها من قبل مجموعة الاحزاب المعارضة الستة التي التقت بممثلين كبار من الحكومة الامريكية في 9 آب 2002.  
في ذلك الاجتماع وافق ممثلو المعارضة العراقية على عقد مؤتمر موسع للممعارضة العراقية تسبق اي تدخل امريكي او اممي في العراق. وكان ذلك المؤتمر يحتاج الى برنامج مفصل للانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية في العراق.
هذا التقرير هو محاولة لتلبية تلك الحاجة. انه يضع خارطة طريق للانتقال في العراق بدئا من المراحل الضرورية التي لابد من خوضها ثم تبلغ الذروة في مرحلة انتخابات وطنية للاستفتاء على دستور وسلطة شرعية كاملة. ويختتم التقرير بتنويعات على رؤية ديمقراطية لعراق المستقبل التي استقر عليها اعضاء مجموعة عمل  المباديء الديمقراطية. (المصدر)
ثم في شهر تشرين أول 2002 شحن العملاء الى واشنطن لمزيد من التآمر .(المصدر)
$$
ولكن تعرفون ما آل اليه مصير هؤلاء الخونة.. من أحلام (الديمقراطية) الأمريكية الى التربح - كلا حسب اختصاصه - من خراب العراق. وكأن (مشروع مستقبل العراق) كان في الواقع مشروع مستقبل كل منهم. لم يحققوا أيا من الكلام الكبير الذي قبضوا عنه مجتمعين 5 ملايين دولار، في حينه ، ولكنهم حققوا أقصى أمانيهم: فلوس ومناصب وشركات مرتزقة.
اليوم سوف نتناول واحدا منهم يظهر  اسمه في (مجموعة مهام القضايا الانتقالية) .. نتركه يتحدث عن تاريخه هنا:

اسمي الكامل هو نوري حمود سلمان البدران ولدت في قضاء المدينة بمحافظة البصرة عام 1943 وأكملت دراستي الابتدائية والثانوية في مدرسة العشار وقد نجحت الأول في محافظة البصرة في السادس الإعدادي للفرع الأدبي وقبلت في بعثة دراسية في الاقتصاد لكني رغبت في دراسة العلوم السياسية في جامعة بغداد وأكملتها في حزيران عام 1964 بعدها خدمت كضابط احتياط في الجيش العراقي الباسل مرتين وذلك في الأعوام 65-1973 وعملت صحفيا حرا خلال الفترة 65-66 في احدى الصحف العراقية عد ذلك تدربت في منظمة العمل الدولية في ادارة المؤسسات الثقافية وأصبحت مديرا للدراسات النقابية في وزارة العمل عام 1967, وفي عام 1972 درست لعام كامل في انكلترا نظم وأساليب الادارة الوسطى والعليا للمؤسسات والشركات الحكومية والخاصة بعدها عملت خبيرا في المركز القومي للاستشارات والتطوير الاداري التابع لوزارة التخطيط حتى عام 1977 حيث عينت في وزارة الخارجية كسكرتير أول وعملت في الممثليه العراقية في نيويورك بعدها في مركز الأمم المتحدة في نيويورك أيضا وفي جامعة الدول العربية في تونس وفي الأمم المتحدة في سويسرا بعد ذلك توجهت للعمل في عدد من السفارات العراقية منذ عام 1988 في أفغانستان واليونان وموسكو فضلا عن بعض العواصم العربية.
في عام 1990 أعلنت رفضي لسياسات النظام القمعية والتحقت بصفوف المعارضة في نهاية عام 1990 في العربية السعودية , وعملنا بعد ذلك على تأسيس حركة الوفاق العراقي بداية عام 1991 وحضرت أول مؤتمر للمعارضة العراقية عقد في بيروت في آذار من العام ذاته ومنذ ذلك الحين واصلت مسيرتي في معارضة النظام السابق وشاركت في اغلب المؤتمرات والاجتماعات وتنقلت بين كردستان العراق والأردن وسوريا وأوربا والولايات المتحدة لغاية سقوط النظام السابق حيث اشتركت في أول مؤتمر للشخصيات السياسية داخل العراق في مدينة الناصرية في 12/4/2003 , بعدها توجهت للعمل في العاصمة بغداد كعضو مناوب في مجلس الحكم واخترت بعدها لشغل منصب أول وزير للداخلية في العراق الجديد. بعد الاستقالة واصلت اتصالاتي مع القياديات السياسية العراقية وتقديم المشورة لهم وكان الغرض من ذلك هو تعريف القيادات السياسية في العراق سيما الشيعية منها بالمسؤولين العرب لشرح وجهات نظرهم وكسر حاجز مخاوف الأنظمة العربية من التغيرات السياسية الجديدة في العراق وتشجيع قاعدة المشاركة السياسية لجميع أطياف الشعب العراقي كما توجهت لتفعيل موضوع المصالحة الوطنية فضلا عن ذلك كانت لدي مساهمات فعالة في تحريك عجلة الاستثمار الخارجي في العراق .
 $$
وكما ترون من سيرة حياته المنمقة التي نشرها ضمن حملة انتخابية في بداية عام 2010 أنه لم يكن (مظلوما) ولم يقمعه أحد بل قدمت له كل فرص الدراسة في الداخل والخارج ومناصب كثيرة وأولي ثقة كبيرة. لم يوضح أشياء خافية في السيرة ( إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
وهي كما يلي:
1- انضم الى حزب البعث بعد استلامه السلطة في 17 تموز 1968 مما ساعده على نقل خدماته من وزارة الشؤون الاجتماعية الى وزارة الخارجية.
2- انه زوج سعاد شقيقة إياد علاوي ومن هنا انضمامه اليه في حركة الوفاق ، كما انه نسيب أحمد الجلبي. (المصدر)
3- كان ( البدران) دبلوماسيا في السفارة العراقية في موسكو وعلى ملاك المخابرات وحزب البعث، وأنشق عن النظام في العراق في بداية التسعينات،، أما ( علاوي) فكان هو الآخر على ملاك المخابرات العراقية/ الجناح الخارجي وكان المسؤول الأعلى لمنظومة الدول الأوربية. ومن هنا نُسجت علاقتهما مع المخابرات الأميركية ( سي أي أيه) .وبطلب من المخابرات الأميركية أنشق البدران وشكّل علاوي حركة الوفاق الوطني ليلتحق البدران بها!.(المصدر)
4-اعترافه في السيرة أنه وصل الناصرية (اور) من ضمن من وصلوا مشحونين على الأباتشي ومن أبرزهم أحمد الجلبي وميليشياته، بعد احتلال بغداد بثلاثة أيام.
5- شغل منصب أول وزير داخلية في عهد بريمر واستمر سنة ثم طرد منها (ولم يستقل) واسباب الطرد متنوعة حسب الأقاويل. هو شرحها في المؤتمر الصحفي الذي  عقده في 8 نيسان 2004 وأعلن فيه  استقالته (وقال البدران في المؤتمر الصحافي انه سمع أن بريمر غير راضٍ عن أدائه وأنه ذهب لمقابلته وسأله عما اذا كان ذلك صحيحاً فأجابه بريمر بأن المشكلة هي أنه لا يمكن أن يكون وزيرا الدفاع والداخلية من الشيعة. وأعلن الوزير استقالته اعتباراً من ساعة عقده المؤتمر الصحافي معرباً عن أمله في أن يساعد قراره على تحقيق التوازن المطلوب للوزارات في العراق. وفوجئ المسؤولون الاميركيون باعلان الاستقالة وغادر أكثر من مسؤول المؤتمر الصحافي على عجل لاجراء اتصالات هاتفية.(المصدر). وقيل (وحسب المعلومات الواردة من أروقة مجلس الحكم لقد خاطب بريمر البدران قائلا: كيف أنت وزير للداخلية وشرطتك و وتحديدا في مدينتك البصرة تؤيد المجرم مقتدى الصدر.. وهناك شقيقك يدير الملف الأمني في البصرة.. لذا عليك الخروج من الداخليّة !.وقيل أيضا (ن مسألة طرد (البدران) هي تصفية حسابات بين البنتاغون وكالة المخابرات الأميركية) - المصدر. وقيل (استقالة الوزير البدران جاءت ايضاً في خضم مناورات سياسية تتعلق باختيار رئيس الوزراء العراقي المقبل، وانه قد يكون راح "ضحية" صراع متوقع بين الأمين العام لـ "حركة الوفاق الوطني" اياد علاوي ورئيس "المؤتمر الوطني" احمد الجلبي على هذا المنصب الذي يتوقع ان يكون الأبرز في الحكومة العراقية الموقتة بعد 30 حزيران يونيو المقبل.)  المصدر
6-  أول عملية سرقة كشفت "رسميا" أثناء حكومة بريمر، هي كشف سلطات مطار بيروت شحنة معبئة في صناديق تحمل 19.5 مليار دينار عراقي على متن طائرة صغيرة مستأجرة، في حين إن أوراق السفرة كانت تشير إلى نقل ركاب، وليكشف بعدها إن الأموال سحبت بصك بتوقيع وزير الداخلية نوري البدران عضو حركة الوفاق وزوج شقيقة علاوي، وخلاف ابسط قواعد الصرف.(المصدر)
7-  تم تسجيل مجموعة ( قصور وفلل) في أمارة دبي باسم وزير الداخلية السابق، وصهر الدكتور أياد علاوي، أبان فترة مجلس الحكم وهو السيد ( نوري البدران)، حيث اشترى هذه القصور في جزيرة ( النخلة) الخيالية والراقية جدا في دبي، والى جانب قصور أياد علاوي، وسجل أحد القصور باسمه الشخصي والأخر باسم زوجته وكريمته، وحسب أقوال مصدر مقرّب من دوائر التسجيل.(المصدر)
8- بعد طرده من الوظيفة سافر الى الامارات حيث أقام وفي آيار 2005 انشق عن (وفاق) علاوي وأسس حركة جديدة تحت مسمى (تجمع التأسيس) الهدف من ورائه كما صرح رئيسه نوري البدران هو تكريس الوحدة الوطنية واقامة افضل العلاقات مع دول الجوار ونبذ الارهاب، المصدر ومصدر آخر.
9- قلل البدران من شأن اتهامه بمحاولة إيجاد تنظيم سياسي بديل لحركة الوفاق العراقية، في وقت يرى فيه مراقبون أن تنظيمه السياسي الجديد سيكون بلا شك مناهضا لحركة الوفاق لأنه قدم استقالته من الحركة على خلفية اتهامه بالفساد واختلاس الأموال. وبرر تأسيس حركة سياسية كبرى وجديدة بحاجة العراق الى تهدئة حتى يتجاوز ما يمر به من أوضاع أمنية سيئة .المصدر
10- في مؤتمر صحفي عقد يوم 30/10/2005  بعد لقائه برئيس الجمهوري العراقي اكد نوري البدران رئيس التجمع التاسيسي العراقي ووزير الداخلية الأسبق ان التجمع سيخوض الانتخابات بقائمة مستقلة نافيا انضمام تجمعه إلى ائتلاف مع المؤتمر الوطني العراقي الذي يترأسه الدكتور احمد الجلبي.المصدر ولكنه فشل في الحصول على مقعد في البرلمان في الانتخابات ذلك العام. (كما فشل أيضا احمد الجلبي وأيهم السامرائي وليث كبة وحازم الشعلان وعلي بن الحسين وابراهيم بحر العلوم وعلي الدباغ)
11- في حزيران 2006  في عهد نوري المالكي ، ترددت أنباء عن توافق الكتل البرلمانية على تكليف نوري البدران رئيسا لجهاز المخابرات بدلا من محمد الشهواني (المصدر) ولكن هذا لم يحدث.
12- في 2010 نراه يرشح نفسه نائبا عن البصرة على قائمة الإئتلاف الوطني، ويظهر في الاخبار برفقة أحمد الجلبي في غدواته وروحاته وصار يشار اليه على انه (قيادي بارز في قائمة الإئتلاف الوطني) المصدر. هاهو في حزيران 2010 يزور المالكي ضمن وفد يرأسه أحمد الجلبي (المصدر)
.++
ولكن كل هذه هي أخبار تعرفونها وموجودة على الانترنيت ويكفي أن تتضعوا اسمه على آلات البحث، لتصلوا اليها. كانت كل مهمتي هو أن أجمعها وأنسقها لكم. ولكن مالن يظهر باللغة  العربية على الانترنيت ولا حتى باللغة الإنجليزية إلا نادرا هو تأسيسه شركة خاصة (للأمن والتحقيقات) تتكون من أربعة شركاء آخرين: 3 منهم ضباط بريطانيون سابقون عملوا سابقا في شركة G4S ذات الارتباطات (الاسرائيلية)، والتي اثارت ضجة عالمية بتعذيبها المعتقلين الفلسطينيين في سجون الصهاينة، والأنكى أن أحد هؤلاء الضباط كانت ميزته انه كان قائدا لفصائل (الگركة) وهي فرق الذباحين النيباليين الذين كتبنا عنهم هنا. والشريك الرابع سمع به  الكثيرون منكم: مازن وجيه صاحب فضيحة مشروع بسماية وفضائح اخرى تشمل حمودي ابن المالكي. وارتباطات مريبة اخرى سوف نعلن عنها. فسبحان تطور الأحداث من (مشروع مستقبل العراق) الفخم بأهدافه (النبيلة) حول (حماية حقوق الانسان وحقوق الجماعات) الى مجرد شركة أمنية لحماية حقوق المرتزقة والصعاليك. فكأن (الديمقراطية) هي في النهاية (شركة بنادق مؤجرة) للتربح من القتل والخراب. وهذا هو الواقع.
الحلقة الثانية هنا