لا ميلادي ولا هجري : تقويم كردي

يقول أحمد الحسيني كاتب هذه المقالة : وافتنا إحدى مكاتب الترجمة في المملكة المتحدة بصورة كتاب رسمي صادر عن شرطة مرور السليمانية، هو عبارة عن كتاب تأييد بأن حامله لم يرتكب مخالفة مرورية وذلك لكي يحصل على إجازة سوق دولية.. لكن الغريب في هذه الرسالة هو التاريخ الوحيد الذي كتب فيها، وهو (نوروز 2710 كوردى)..!! وقد احتار مكتب الترجمة بهذا التاريخ والذي لم يعرفوا معناه بالتقاويم العالمية المتداولة..!! وعند سؤال حامل الرسالة وهو كردي عراقي من السليمانية عما تعادل هذه السنة بالميلادي فإنه هو الآخر لم يعرف الاجابة..!!

ماهي قصة التقويم الكردي ؟

تعليقي : يثير هذا الموضوع عدة مسائل:

1- كما هو واضح حصل كاتب المقالة على المعلومة بالصدفة . ماذا عن المكاتبات الرسمية بين اقليم الشمال وبين بغداد المركز ؟ ألم يلفت ذلك انتباه أحد من الحكومة الديمقراطية الفدرالية العظمى ؟ أليس المفروض توحيد التقاويم حتى على الأقل واحد يفهم الآخر ؟ أم أن استخدام التقويم الكردي ينفذ فقط في المكاتبات مع العالم الخارجي حتى يفهم ان هنا (جمهورية مستقلة)؟

2- إذا كان الغرض من استخدام هذا التقويم هو تأكيد (الاستقلال) في كل شيء تدريجيا، فهذا مرفوض. ولكن اذا كانت المسألة نابعة من فكرة جديدة خلاقة ، فلا بأس على أن يوضع الى جانب التقويم الكردي، التقويم الذي يستخدمه بقية العراق، لأن الشمال جزء من العراق لم ينفصل بعد.

3- نجد أن العالم بأجمعه يستخدم (رسميا) على الأقل وفي تخاطباته مع العالم الخارجي التقويم الميلادي بغض النظر عما اذا كانت البلاد التي تستخدمه تدين بديانة المسيح او بدين آخر. والانفراد بتقويم محلي يكرس الإنغلاق.

4- من ناحية اخرى، أنا أتفق مع الأكراد في هذه النظرية (اذا كانت هي النظرية التي وراء تغيير التقويم) لماذا ينبغي على العالم أن يتبع تقويما يبدأ بولادة أحد الأنبياء أو تقويما يبدأ بهجرة نبي آخر، مع احترامي للحدثين، ولكن ماذا عما سبق ذلك من تاريخ البشرية وانجازاتها؟ كان يمكن للاكراد الاتفاق مع بقية العراق على استخدام تقويم يبدأ من بداية أول الحضارات العراقية، أو اول استخدام للكتابة باعتبارها بداية تسجيل التاريخ. وهكذا كان تاريخهم سيكون جزءا من تاريخ عمره اكثر من 7000 سنة بدلا من 2710 التي يعتبرونها تاريخ (خلق الأكراد)؟