بركات مولانا جمال جاكسون

بقلم عشتار العراقية
ما ادري ليش بعض الناس يتحرشون بيّ ! تجمع اسمه (أحرار) كل يوم يبعث لي اخبار صولات وجولات واحد معمم اسمه أياد جمال الدين. وكانت الأمور ستمر عليّ مرور الكرام ، لولا هذا الإلحاح .. يا أخوان .. انا ضد الانتخابات ولن اذهب الى الانتخاب. وأنا ضد العملية الاحتلالية ولا أعترف بها . ثم أن لديّ هذه الهواية الخطرة في التفتيش عن (البير منو حفره ، و ... الى نهاية المثل).. ليش تجيبون الطلايب لأرواحكم ؟ ما أدري!
من باب الفضول قرأت فقرة ترد في كل هذه النشرات وهي (من هو اياد جمال الدين) تنص على :
(إياد جمال الدين هو رجل دين شيعي شاب، اشتهر بحملته المستمرة من أجل عراق جديد وعلماني. برز لأول مرة في مؤتمر الناصرية في آذار/ مارس 2003 ، قبل وقت قصير من سقوط نظام صدام، دعا لقيام دولة غير دينية/علمانية ، وخالية من العمامة ومن الرموز الدينية.)
ماذا تفهم من هذا ؟ تصور اني لست عشتار العراقية ، وانما كنت عشتار الأمريكية وقرأت هذا التعريف (رجل دين شيعي شاب) شنو جنسيته ؟ ايراني ؟ افغاني؟ باكستاني؟ هل صفة (شيعي) تعريف كامل بالشخص؟ هل هي عرق؟ قومية؟ جنسية؟متى برز الرجل الشاب؟ في مؤتمر الناصرية في آذار 2003 .. يعني استيراد بالباراشوت!! هو ممن ينطبق عليه الوصف "على ظهور الدبابات" ، انطباقا مجازيا لأنه جاء على ظهور الأباتشي .

يدعو لقيام دولة غير دينية ؟ مع أنه عرف نفسه على انه (شيعي) !!!
يدعو لقيام دولة خالية من العمامة ومن الرموز الدينية؟ ولكنه يضع عمامته على لافتاته ولا يظهر في التجمعات الانتخابية الا بالعمامة !!كل هذه التناقضات تعني شيئا واحدا : منافق

هنا طبعا ثار فضولي كثيرا.

حين أرادت امريكا غزو العراق جاءت بكل الأصناف والنوعيات من الحكام وجربت هذا وذاك بروس العراقيين . جاءت بالعمامة الحقيقية (يعني الرواديد واللطامة) وجاءت بالعمامة التايوانية مثل أخينا هذا . جربت اولئك والان ستجرب هؤلاء . واحد يظهر أمام جماهير العراق بالعمامة ويظهر أمام جماهير لندن بالقبعة . ولهذا سمى حزبه (أحرار) يعني كل واحد حر باللي يقوله ويلبسه. وفي الواقع أن جمال الدين بدّل في لبسه الى حد السخرية ، فقد كان يلبس حسب المناسبات وكأنه عارض أزياء، أو مقدم استعراض على مسارح برودواي . ولهذا يستحق اللقب الذي سأطلقه عليه من الآن فصاعدا (جمال جاكسون) واحكموا انتم من مجموعة الصور هذه والمأخوذة من صفحة خاصة له في فليكر رابطها هنا



بالقبعة والطاقية والشعر المهفهف والجراوية وبالبنطلون والجينز والعمامة والعباية

مرة رايح بالجراوية يصيد طيور في الكوت (صورته مع البندقية في قارب) ومرة رايح بالقبعة يطعم الحمام في لندن .. شلون حنية !! طبعا لأن العراقيين يريدون واحدا شديدا وغليظ القلب واهل لندن يريدون واحدا رقيقا مرهف القلب .. والطيور هي الطيور هنا وهناك !!

ولأن في تحقيقاتي ، الأمور تأخذ برقاب بعضها، فقد لاحظت في جمع من صوره بالعمامة على موقع فليكر(كما صورته المعممة اعلاه) انه يخطب في جمعية اسمها هنري جاكسون (التسمية التي اطلقتها عليه مستنبطة من مايكل جاكسون وليس هنري جاكسون ولكن شوفوا الصدف !!) طبعا حسب الأصول رحت اشوف شنو هاي الجمعية . وياريتني ما رحت . على الأقل من وجهة نظر مولانا جمال جاكسون. اول هدف للجمعية تقوية جيش الولايات المتحدة ونشر الرأسمالية والسوق الحرة . رحت اشوف منو يسند هاي الجمعية وياريتني مارحت، لأنه تحصيل حاصل، اذا واحد نزل بالباراشوت مع غزاة بلاده، فماذا يمكن ان تكون الجمعية التي تحتفي به وينتسب اليها?
الداعمون للجمعية كل من يخطر على بالك، من الذين أسسوا لتدمير العراق من المحافظين الجدد مثل وليام كريستول وريتشارد بيرل وبروس جاكسون (جاكسون مرة اخرى ) واضف عليهم جيمس وولزي مدير سابق للسي آي أي واضف عليهم ممثل الكيان الصهيوني السابق في الامم المتحدة ومستشار سابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي. وآخرون معظمهم من اليهود المتصهينين. اليكم رابط قائمتهم وهنا ايضا. ويمكنكم وضع اسم اي من هؤلاء في آلات البحث مع التنبيه عليكم بارتداء كمامة اذا كانت الروائح العفنة تسبب لكم الحساسية.
هذه هي إذن مسوغات بروز مولانا جمال جاكسون على مسرح أحداث العراق (مخابرات+صهاينة+محافظون جدد) والآن ربما يحق لكم ان تعرفوا تعهدات الحزب الذي سوف يحثكم البعض على انتخابه : في موقعه يقول ان تعهدات تجمع (احرار) هي ثلاثة :

مليون فرصة عمل
اصلاح شبكة الكهرباء خلال سنتين
اصلاح نظام اسالة المياه

هل هذا برنامج حزب سياسي أم برنامج شركة مقاولات تتقدم لمناقصة عقود عمل؟ أليس توفير العمل وظروف العيش الكريمة هي من اولويات اية حكومة حتى لو كانت في بلاد الواق واق؟ ثم مليون فرصة عمل ؟ مرة واحدة !! معودين شلون حسبتوها !! واية مشاريع راح تنفذوها في اربع سنوات (وهي المدة الانتخابية) بحيث تستوعب مليون وظيفة !!
مليوووووووووون !!
هل قلت في وصفه انه منافق ؟ اضيفوا اليها (و كذاب) !!
ميزة جمال جاكسون انه يكره ايران. اي انه مخلص للسياسة الأمريكية في هذه الحقبة على الأقل. امريكا جربت جماعة ايران في حكم العراق، من اجل اشعال الفتنة وتقسيم العراق، ومانفعت الخطة ، الآن تريد أن تجرب جماعة أمريكا وهم الساسة الشيعة الأمريكان (مثل جمال جاكسون او العلمانيون مثل علاوي والجلبي) الذين يجاهرون بكرههم لإيران، او على الأقل ممن سوف يراعون المصلحة الأمريكية أكثر من المصلحة الايرانية (طبعا انسوا حكاية المصلحة العراقية لأن كل هؤلاء لايمتون للعراق بصلة) وحلفاؤهم من الساسة السنة الأمريكان الذين لا يشوب حبهم لأمريكا اية شائبة.

اذن المعركة الانتخابية القادمة ستكون بين جماعة ايران وجماعة امريكا. في انتخابات 2005 لم تساعد امريكا جماعتها وتركت اهل ايران يفوزون، الآن سيتغير الوضع. سوف تفوز جماعة أمريكا.
في التحضير للمعركة يحاول الشيعة الايرانيون اخراج السنة الامريكان من الحلبة، كما فعلوا بسلاح الدمار الشامل المسمى (المساءلة والعدالة) ويتصرفون بحذر مع الشيعة الأمريكان طمعا في كسبهم، ويهرعون الى الأكراد للتحالف ، ولكن الأكراد أنفسهم يشعرون بتغير في الأجواء والأنواء وقد قدموا كل المغريات لأمريكا من أجل حمايتهم وهاهي الأخبار تؤكد خطط امريكا لتدريب الجيش الموحد للكرد والتمركز الأمريكي المستقبلي في الشمال لأن الأكراد هم في الواقع الحليف الستراتيجي بعد اسرائيل في المنطقة ، وتعرفون أن الحليف الجيد لأمريكا ينبغي ان يتمتع بميزة كونه (شوكة مغروسة في خاصرة محيطه) .
و لم يعد لأمريكا الوقت للتجارب والألاعيب، وجماعتها هم القادمون لحكم المنطقة الخضراء. وهكذا فمع حليف ستراتيجي في الشمال وحلفاء نص نص في الوسط والجنوب ، تستقر الأمور لأمريكا في ارض الرافدين لمدة 38 سنة على الأقل.
بعدها سوف يثور شعب العراق وينتفض ويعيد تأميم النفط الخ الخ .. وتكون في هذه الفترة قد صعدت الى سطح العالم امبراطورية اخرى تغزو العراق وتحتله وتستولي على ماتبقى من ثرواته ، وتدمر متاحفه وتحرق مكتباته، ويكون كل ذلك بمساعدة من خونة يهبطون ببراشوتات من طائرات الغزاة الجدد ربما يرتدون العمامة ، ربما يرتدون القبعة ...
***
ملاحظة أخيرة: ربما أغير رأيي وأذهب لانتخاب جيمي، ولكن بشرط تجدوه في هذا الرابط