"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/11‏/2009

الشيء بالشيء يذكر: الشهرستاني مبتكر نظرية أنفاق صدام



بقلم: عشتار العراقية
استمتعت في هذين اليومين بالفرجة على العالم البروفيسور يمشي واثق الخطوة ملكا عبر أكاذيبه وتلاوينه في غابة الاستجواب في برلمان الإحتلال. كانت كل إجاباته أما ان الفساد كان قبل عصره الذهبي أو انه من شدة اخلاصه للوطن لايمكنه الا استخدام الشركات الوهمية والنصابة لأن الأوضاع الأمنية لا تسمح الا باستخدام هذا النوع من الشركات. كانت لديه اجابة جاهزة لكل سؤال في الواقع مما يدخل في روع المغفلين انه كفى ووفى.
وبالرجوع الى ماضيه القريب نرى انه كانت لديه اجابات جاهزة أيضا في وسائل الاعلام او أمام اجهزة الاستخبارات المعادية أو في الكونغرس وغيره في مرحلة التحضير لتدمير العراق مسقط رأس الشهرستاني. ولكن من يبحث ومن يستقصي ومن يربط ومن يتذكر؟ كانت اجابات كاذبة ، نابعة من خيال سقيم ، بل أن بعض اجاباته (العلمية) لم تكن بمستوى أي خريج ثانوية من مدرسة مريدي .
وقد تلون في رواية قصة كفاحه في سجن ابي غريب حتى أنه في كل مرة كان يرويها بشكل، وفي كل مناسبة يذكر سببا آخر لاعتقاله.
من أهم قصصه الخيالية طبعا كانت حكاية أنفاق بغداد التي انفجرت في الغرب بعد ظهوره في برنامج 60 دقيقة في شبكة سي بي اس الاخبارية ، في شباط 2003 أي قبل الغزو بشهر ، حين أوضح للمشاهدين أن صدام حسين كان يخفي اسلحة الدمار الشامل في أنفاق حفرها تحت بغداد ، باعتبار أن الرئيس العراقي الراحل قد ضحك على شركات عالمية متعددة وطلب رسومات لتنفيذ مترو انفاق لتقليل ازدحام بغداد ، وقال بالحرف الواحد:

"كان لديه كل الرسومات وأمر جيشه "اذهبوا واحفروها ولكن ليس للمترو وانما لاسلحة الدمار الشامل. يمكن ان نخفيها ونحركها فلا يكتشفها احد" واضاف الشهرستاني "نعتقد الان انها اكثر من 100 كم في شبكة معقدة وانفاق متعددة الطبقات" ولكنه – حتى يكون صادقا – لم يرها بنفسه وانما تحدث مع شخص دخل تلك الانفاق. وفي الواقع لم يرها أحد غيره بعد ذلك . ربما رآها في الحلم؟ ولكن كيف وصف كل هذا الوصف؟ الطول والعرض والطبقات المتعددة ؟ انه دقيق الوصف لأنه رجل علمي كما تعرفون. ولزيادة الدقة في الانفاق التي لم يرها ولم يرها مخلوق آخر، قال الشهرستاني انه من بين الاسلحة التي يمكن ان يخبئها صدام في الانفاق المهلكة هي غاز السارين والانثراكس وايضا عنصر الاعصاب (في اكس) . وزاد في المعلومات حيث قال أن "مصادره" قالت له أن الرئيس صدام يريد ان يستخدم النوع الزيتي الزلج من الفي اكس ليكون نوعا من الحزام الكيمائي حول بغداد وقال بالحرف الواحد "الفي اكس سوف تقتل خلال دقائق او ثوان. الجرعة المميتة من هذا العنصر هي واحد مليغرام. وهكذا لن ينجو احد ممن يريد مهاجمة المدينة لأن عليه ان يعبر هذا الحزام ثم يدخل في معارك من شارع الى شارع" وزاد على خيالاته المريضة أن قال ان الأنفاق قد تخفي طريقا للهرب لصدام نفسه. "لديه بالفعل نفق يمكن ان يتحمل القصف النووي واذا نجا في النفق فإنه سوف يكسب الحرب، بالنسبة له النصر هو النجاة من الحرب"

وفي مكان آخر قال العالم الشهير "اعرف أن صدام حسين لديه بعض الوحدات المتحركة لانتاج الجراثيم البيولوجية ، وصدام حسين لديه مخازن تحت الارض لاخفاء اسلحته الكيميائية وهناك شبكة من الأنفاق تحت بغداد فيها تخفى بعض الاسلحة . وقد بنيت هذه الأنفاق أصلا لربط سراديب القصور الرئاسية الى المطار والى عدد من المواقع الحساسة في المدينة ، ومن ثم سوف تتطور الى شبكة يمكن للنظام ان يتحرك فيها بحرية بدون المواجهة مع الشعب على السطح وايضا .."

أي أن الأنفاق الآن لم تكن لغرض مد مترو تحت الارض وانما لغرض ربط القصور الرئاسية بالمطار.

ثم قال ردا على سؤال حول مفتشي الاسلحة "حسنا ، لا اعرف لماذا لم يجربوا الذهاب الى هذه الانفاق حتى الان . طبعا انها شيء لا يمكن للناس اكتشاف مداخلها ولكن المفتشين مع كل الدعم الاستخباراتي الذي يفترض ان يكون لديهم ، كان يمكن ان يجدوا الطريق الى نظام الأنفاق."

حسنا يا عزيزي البروفيسور: ولكن المفتشين لم يكونوا يبحثون في الجهة الغربية من رأسك حتى يعثروا على مداخل الأنفاق.

وفسر للغافلين ان سبب عدم عثور مفتشي الامم المتحدة على الأنفاق ان العلماء العراقيين خائفون من الافصاح ليس خوفا على حياتهم فقط وانما حياة عائلاتهم الصغيرة والكبيرة !!

وفي المقابلة قال "صدام سوف يلجأ لأي وسيلة في حوزته ليبقى في السلطة. سوف يحاول ان يأخذ معه اكبر عدد من العراقيين أملا في أن يحرك الضمير العالمي لايقاف الحرب بسبب الضحايا المدنيين. عندي معلومات من داخل العراق أن صدام يخطط لتوزيع اسلحة كيميائية خصوصا في المدن الشيعية الرئيسية في جنوب العراق . وهو يخطط لتفجيرها من على البعد ويعرض السكان لغاز الاعصاب ويسبب هلاكا للمدنيين على نطاق واسع.

بعد الاحتلال ، ولدى البحث عن الرئيس الراحل صدام حسين داخل اسطورة الانفاق ، اجرت السي إن إن حديثا مع صحفية تكتب مواضيع استخباراتية لصحيفة واشنطن بوست هي دانا بريست يبدو انها كانت متأثرة جدا بالعالم واسع الخيال الشهرستاني حيث قالت في بعض مقاطع الحوار :

سؤال: حدثينا بالمزيد عن هذه الأنفاق التي تمتد تحت المدينة . هل تمتد .. اقصد هل هي تحت المدينة كلها؟ هل هي تحت المساكن والاجزاء الصناعية والتجارية من المدينة ؟

بريست : هناك معلومة واحدة انها قريبة من المطار كطريق للهرب ، كان قد استقدم شركات اجنبية لبناء نظام مترو أنفاق ثم حولها الى هذه الأنفاق. انها عميقة جدا ومتعددة الطبقات . هناك انفاق تحت انفاق وبصراحة لا يعرفون (الجيش الامريكي) اين كل الانفاق . لقد صرفت الاستخبارات الامريكية الكثير من الموارد في السنوات الاخيرة في محاولة لايجاد الانفاق واستخدموا كل انواع المعدات من اجل الوصول اليها بضمنها معدات تكشف من الجو ماذا يمكن ان يكون تحت الارض ،وقد صرفوا الكثير من الارصدة لمحاولة ايجادها لانهم يعرفون ان الناس مثل صدام حسين والكوريين الشماليين والسوريين يخفون اسلحتهم في الانفاق.

سؤال: اذن ليس هناك اسطورة . يعرفون انها موجودة ولديهم فكرة اين توجد حتى لو لم يعرفوا كل التفاصيل.

بريست: نعم ، وقد طلبوا مساعدة الشركات الاجنبية التي ساعدت في بناء الانفاق ، وقد سلموهم خرائط وبعض الافكار حول البناء الذي اقاموه . لقد اقاموا الكثير من البناء (الخيال يشطح بها اكثر من الشهرستاني لأنها صحفية وليست بروفيسورة طبعا) وهم يعلمون نوع المواد التي استخدمت للتقوية ، ويمكن من السهولة الان الاشارة الى اين يختبيء (صدام حسين) وايضا رأيت امس القوات وهي تدخل في تلك الانفاق العميقة لاول مرة وهذا شيء رائع ان تحاول ان تتسلل هناك وتعود سالما.

(ملاحظتي: طبعا اذا رأت الجنود يتسللون قرب المطار الى شيء فهو بالتأكيد ملجأ او سرداب من الغارات ، وليس شبكة أنفاق)

في 17 كانون الثاني 2003 قبل الحرب بشهرين، نشر موقع ديبكا الاسرائيلي المقرب من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية حوارا اجراه في عمان بالاردن مع من ادعى انه رجل حماية سابق لصدام حسين واطلق عليه اسم مستعار هو جاسم عبد الله ، وفيما يلي جانب من الحوار :

سؤال- أين اسلحة الدمار الشامل ؟.
الجواب – في الصحراء في مساحة شاسعة ولديهم كاميرات .. اي شخص يتقدم مثل موظفي الامم المتحدة ، يحركون الاسلحة الى مكان آخر . تكريت هي أقرب مكان للموقع. الاسلحة ايضا مخبأة في بغداد وهناك مكان اسمه العوجة قرب تكريت . رأيت بأم عيني مخابيء تحرك من مكان الى اخر تحت الارض. انه شيء لا يصدق ويتم ذلك بالرموت كونترول. هناك 25 شخص ذهبوا الى هناك في 1994 وقيل لنا انهم امريكان ولكن الحقيقة لم نعرف من هم . بقوا هناك لمدة اربع سنوات حتى 1998 . في بداية 1991 عملوا هناك على بناء اسلحة الدمار الشامل ولك، ولكني الا اعرف اين هم الان . لم يرهم احد . جاءوا بسيارة مع خرائط . كان شيئا غريبا لأننا كنا نظن ان هناك عقوبات دولية ولكنهم جاءوا وبنوا المجمع. فورا فيما بعد جاءوا بالقنابل وانظمة الاسلحة . بنوا سقفا ووضعوا اسلحة كيمائية وبيولوجية في الداخل. وجاء الروس ثم الصينيون ايضا. اختبر الروس متانة البناء باطلاق النار عليه واطلاق التفجيرات ولكن لم يحدث شيء للصينيين في الداخل. لم يموتوا . رأيت الصينيين يتركون المجمع واحدا بعد آخر سالمين !

حاولت بعد ذلك التحقيقات الاستخباراتية المتوالية على العراق التحقق من هذه الشهادة ولكن لم يصلوا الى اي نتيجة.


لابد أنكم احببتم مثلي حكاية الروس يجربون براس الصينيين متانة النفق!!

وصدق الجيش الأمريكي حكاية الأنفاق لسذاجتهم ولأن عالما يبدو محترما ثرم براسهم بصل فهاهو اللفتنانت مارك كتشينز المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية يقول "بالنسبة لنوع النظام الذي نتعامل معه ، تمثل الأنفاق مكان مثاليا لاخفاء الاسلحة وللاختباء وللهرب"
ولكن ايوين بوكانان المتحدث باسم لجنة المراقبة والتفتيش التابعة للأمم المتحدة قال "كان هناك كل انواع البلاغات والاشاعات ، احفر هنا وسوف تجد ذلك " واضاف ان مفتشي الامم المتحدة في عام 1998 وجدوا سراديب وأنفاقا تحت بعض قصور صدام ولكن ليس الشبكة المعقدة التي تحدث عنها البعض.

وبطبيعة الحال تلقف المجرم دونالد رامسفيلد أساطير البروفيسور الشهير واستخدمها حجة لوجود اسلحة الدمار الشامل قائلا "هناك اميال واميال من الانفاق تحت الارض. لا ادري كيف يمكن للمفتشين على سطح الأرض ان يعرفوا مايجري في المرافق تحت الارض"

ويقول باتريك جاريت صاحب مؤسسة جلوبال سيكيورتي وهي مؤسسة تعنى بالقضايا العسكرية "هناك الكثير من الاشاعات حول هذا الموضوع ولكن لم نر اي تأكيد رسمي او صورة رسمية"

وبعد مواجهة الكهوف التي تستخدمها طالبان في افغانستان وشائعات الانفاق في العراق بدأ الجيش الأمريكي يدرب جنوده على ذلك .

خصص موقعا مساحته مليون هكتار وفيه اميال من كهوف التعدين القديمة في صحراء موجاف جنوب كاليفورنيا وحولها الى مركز حرب الانفاق في 2001، لتدريب الجنود على مواجهة القتال تحت الارض.


الان تعرفون من أين جاء كولن باول بشهادته الخائبة امام مجلس الأمن والتي اعتذر عنها فيما بعد في كتابه، حول الانفاق والمعامل المتحركة للاسلحة البيولوجية!! ولكننا لم نسمع ان العالم الجليل الشهرستاني قد اعتذر عن أكاذيبه .

وكبير الكذابين بوش اخذ نفس الكذبة وقال في آيار 2003 أن مفتشي الاسلحة الامريكان الذين ذهبوا بعد الغزو سوف يعثرون على الانفاق والمخابيء وكل انواع المجمعات التي تحوي اسلحة الدمار الشامل وقال "سوف نجدها ، انها مسألة وقت" طالبا من شعبه والعالم الصبر حتى يتم العثور على ذلك . وهاهو بوش نفسه قد ذهب قبل أن يعثر على الاسلحة أو الأنفاق.

وقد بدأ المفتشون الامريكان في البحث عند شركة بارسونز في كاليفورنيا فهي التي قدمت الرسومات الاولية لمترو بغداد في الثمانينات . خلال حرب 1991 أخذ المسؤولون الامريكان الرسوم من الشركة . وطبقا لاحدى الخرائط للمشروع المقترح فقد كان هناك خطان لقطار تحت الارض. واحد يصل مركز بغداد بمدينة صدام (الثورة) والاخر يصل منطقة المسبح مع الاعظمية .

ولكن فيما بعد حين اصدرت مجموعة المسح العراقية التابعة للـ CIA تقريرها حول اسلحة الدمار الشامل ، اتضح ان قصة الأنفاق هي اسطورة المغفلين. حيث لم تظهر كلمة (نفق) ولا مرة في الوثيقة بمعنى (تحت الارض) وانما ظهرت مرتان لوصف نفق قطار (فوق الارض) قرب المنصورية التي تحوي على رؤوس حربية كيماوية في 1991 والتي دمرها العراق في تلك السنة تطبيقا لقرار مجلس الامن 687. وقد تجاهل التقرير مزاعم باول والشهرستاني وآخرين حول اخفاء معامل جرثومية متحركة قبل الحرب. وقال التقرير "رغم التحقيقات المكثفة والموسعة لم يتم العثور على اي دليل بأن العراق امتلك او كان يطور عناصر اسلحة بيولوجية مثبتة على عجلات متحركة او عربات قطار."

وبالنسبة لصاحبنا (رجل الحماية المزيف) الذي تحدث بوصف خيالي عن الروس والصينيين ولا أدري ماذا ، فقد ذكر التقرير انه تحرى هذه الحكاية وقد فتش العديد من الملاجيء العسكرية او المدنية بعيدا عن بغداد ولكنه لم يعثر على اية اسلحة ، اللهم الا في منشأة المثنى الذي وجد انها احتوت في زمن ما على اسلحة كيمائية ولكن العراق كان قد كشف عنها للامم المتحدة في 1991 وكان القصف الأمريكي قد دمر المنشأة ثم قام العراق بمسحها بالأرض في 2000 .

ويبدو والله أعلم ان العلماء من طراز الشهرستاني تختلط في رؤوسهم الحقيقة بالخيال يحدوهم الانتقام لتدمير مابناه العراقيون، وهم يروجون الفرضيات على اساس انها حقيقة .. فهاهو بروفيسور آخر امريكي هذه المرة هو ريتشارد مولر من جامعة بركلي يظن انه لمجرد ان ليبيا او كوريا الشمالية استخدموا الانفاق (لا ادري ولكن هذا افتراضه) فلابد أن صدام حسين يستخدم الانفاق كذلك وهو يشرح ذلك للمغفلين "إن شبكة انفاق معقدة تحت بغداد هي كل مايحتاجه صدام لخزن اسلحته غير الشرعية واذا لزم الامر لهروبه ايضا . انه يستطيع ان يبني مثل هذه الشبكة واذا لم يبنها فلنا أن نسأل لماذا لا؟"
نعود الى معالي الشهرستاني ، هذا حوار آخر معه أجرته السي إن إن بعد يوم من أسر الرئيس الراحل صدام حسين في كانون الاول 2003 . يسأله المحاور عن مصير الأنفاق الخيالية والأسلحة المزعومة :

اوبراين : دعنا نتحدث قليلا حول الاسلحة الكيمائية والبيولوجية . في شباط قلت انه كان هناك هيكل اخفاء معقد تحت الارض ، وقد تحرك اكثر من 2000 مختص مدرب للبحث عنها وحتى الان ليس هناك أي مؤشر على وجودها. اين هي اسلحة الدمار الشامل . هل تعتقد انه سيتم العثور على بعضها؟

الشهرستاني : حسنا ، اقصد ، هذا سؤال على صدام ان يجيب عليه. اقصد اعتمادا على المعلومات التي كانت لدي في وقتها بالحديث مع بعض العراقيين الذين اجبروا على العمل في هذه البرامج ، اخبرونا انه كانت هناك مثل هذه الاسلحة ، ليس بكميات كبيرة ، ولكن كان لديه اسلحة كيميائية وبيولوجية. وحقيقة انه لم يستخدمها بعد او حتى استسلامه هي مسألة محيرة. ولكني مازلت عند الرأي انه لابد ان توجد هناك اسلحة واعتقد ان واحدا من الاسئلة التي يحب العراقيون ان يعرفوها عنه هي كميتها واين هي وهل تشكل خطرا على الشعب العراقي الان؟


دعكم الآن من اسطورة الأنفاق في رأس الشهرستاني، ولكن بالنسبة لي فإن أطرف ما قاله ويدل على مستوى المعلومات العامة المتدنية لدى هذا (العالم الشهير) ، هو جوابه في 19 مارس 2001 على سؤال من صحيفة الشرق الأوسط حول حلبجة واسلحة الدمار الشامل الخ. حيث قال بالحرف الواحد " قبل بضعة أشهر كنت في مدينة حلبجة وقد التقيت بمن تبقى من الأحياء هناك وقد رووا لي لحظات القصف العصيبة. قال لي أحدهم ان الطائرات العراقية عندما بدأت تقصف المدينة اختبأ الجميع في الملاجئ والسراديب ثم تنفسوا رائحة تشبه رائحة التفاح. وهذا يشير الى ان النظام العراقي تعمد صنع رائحة تشبه رائحة التفاح لاغراء الناس على تنفسها ولطمأنتهم الى انها غير ضارة. ولأن هذه الغازات ثقيلة فهي تنزل الى الأعماق والمناطق المنخفضة وهكذا قتلت الأبرياء الذين لاذوا بالسراديب اضافة الى من قتلتهم فوق سطح الأرض والذين كانوا في طريقهم للفرار من المدينة."

طبعا لن اسأل السؤال البديهي وكيف نجا هذاالشخص الذي يروي للشهرستاني؟ ولكن بما أن المخرج عاوز كده، فإني سوف اسأل العالم الفهامة : كيف لا يعرف بكل علمه وشهاداته المدوية أن غاز الخردل يطلق رائحة تشبه رائحة التفاح المعطن؟ يعني ليس هناك شيء اسمه "النظام تعمد صنع رائحة تشبه رائحة التفاح لاغراء الناس على تنفسها" ، وقد وقعت بنفسك في فخ جهلك ، فإن غاز الخردل هو الذي يطلق مثل هذه الرائحة واذا كان قد استخدم كما تزعم فهو لا يقتل ، وانما قد يشل الادراك او يسبب حكة او يعمي البصر لدقائق ويزول كل ذلك بالماء. ولعلك تذكر من محاكمات الانفال ان شهود الزور الذين لقنوا الإجابات حول رائحة غاز الخردل وكيف اتفقوا انها تشبه رائحة التفاح او الخل، وكيف قالوا ان رجال البشمركة المتمردين كانوا ينصحون الناس بغسل وجوههم بالماء ليزول اثر الخردل. أما اذا زعمت ان العراق استخدم غاز السارين الذي لم يثبت انه امتلكه يوما، فإن غاز السارين لا رائحة له.
لاحظوا ان الشهرستاني حاصل على دكتوراه بالكيمياء من بلاد برة !! ولكنه كما يبدو لا يعرف التمييز بين الجك والبك في اختصاصه العظيم هذا !!

وبما أن الحوار مع هذه الصحيفة الصفراء كان من ضمن نضال وكفاح البروفيسور الشهرستاني فقد كان حديثه عبارة عن اكاذيب مصفطة ، من هذا الطراز:

(وحسب المعلومات المتوفرة لدي فان النظام كان يضع المواد الكيماوية والبايولوجية التي تستخدم في صناعة أسلحة الابادة الجماعية في حاويات وشاحنات تشبه تلك المخصصة لنقل وحفظ الأغذية ويكتب عليها لافتات مثل «آيس كريم» أو «مواد غذائية» ويضع تلك الشاحنات في الأحياء السكنية في بغداد ليومين او ثلاثة، ريثما تنتهي لجان التفتيش من مهمتها ومن ثم يعيد المواد الخطيرة الى مخازنها.

وكون تلك الشاحنات غير محكمة وليست مخصصة لحفظ هذا النوع من المواد فان الكثير منها تسرب الى البيئة وسبب الأمراض للناس الأبرياء.)

غريبة يا أخي .. مع أن امريكا كانت تصور بالأقمار الصناعية ماركة فانلة صدام حسين.

(من الأساليب الأخرى التي اتبعها النظام العراقي القاء بعض المواد الكيماوية والجرثومية في مياه دجلة والفرات للتخلص منها وللبرهنة أمام لجان التفتيش على خلو منشآته من تلك المواد. وقد أبلغني ضابط عراقي كبير كان يمثل منصباً متميزاً في معسكر الرشيد (جنوب بغداد)، وهو اكبر معسكرات الجيش العراقي في العاصمة، بأن هيئة التصنيع العسكري كانت قد حفظت مواد كيماوية وجرثومية في ثكنات العسكر لغرض حفظها بعيداً عن اعين اللجان. وعندما توجهت احدى هذه اللجان ذات يوم الى معسكر الرشيد لتفتيشه بناء على معلومات توفرت لها مسبقاً صدرت أوامر سريعة لضباط المعسكر بالقاء تلك المواد في نهر دجلة بأسرع وقت. وقد تكررت هذه العملية في مناطق أخرى من العراق، إذ تم القاء مثل هذه المواد في نهر الفرات ايضاً.)

تصوروا أن (عالما) يعتمد في أقواله التي يرددها كالببغاء على منطق عادل إمام (قالولي) !! ولكنه في هذا يريد طبعا أن يبريء الأمريكان من تهمة القاء مواد محرمة دوليا على الأرض العراقي منذ 1991 مما ادى الى انتشار السرطانات والتشوهات في العراق.

ولكن ربما أعجب ما صرح به هو جوابه على سؤال قناة العربية :

سؤال: طيب أنت تقول بأنك لم تُرد التعاون في مجال التسلح النووي العسكري في عهد صدام حسين, لو لم يكن صدام حسين موجوداً يعني هل في اعتقادك أو توافق مع من يقولون بأنه ربما كان من حق العراق - هذا ما يقال في الواقع - حيازة رادع نووي بالنظر إلى أن جيرانه مثلاً إيران تركيا ناهيك عن إسرائيل, تعمل على تطوير مثل هذا الرادع يعني, هل أنت مع مثل هذا التسويغ؟

- حسين الشهرستاني: في الواقع بالنسبة لصدام بالذات إنني كنت أعرف بأن أي سلاح نووي وسلاح آخر بيده سوف يُستخدم ضد الشعب العراقي أولاً قبل أن يستخدم ضد أي طرف آخر.

وفي نفس المقابلة يقول :

(أنا تم اعتقالي عام 1979 قبل ما يبدأ العراق في برنامج نووي عسكري, البرنامج النووي العسكري العراقي بُدئ فيه عملياً بعد ضرب المفاعل النووي العراقي من قِبل إسرائيل في عام 1981, يعني أنا في زمن وجودي في الطاقة الذرية كانت الاستخدامات كلها سلمية.)

وبهذا ينقض كلامه وينقض حجته في معرفته المسبقة بأن صدام حسين سوف يستخدم السلاح النووي أو اي سلاح آخر ، ضد شعبه او جيرانه، لأنه اعتقل قبل ان تبدأ الحرب مع ايران، وقبل أن تبدأ عمليات الأنفال او ضرب حلبجة التي تشير كل الدلائل على أن ايران هي التي قامت بتلك الجريمة. فكيف يزعم انه اعتقل لأنه عارض فكرة انتاج السلاح النووي؟

++
أما اسباب سجنه وكيفية هروبه ، فهذا أمر تتعدد فيه الروايات والحكايات، والسبب الأكثر شيوعا والذي يردده هو في أكثر من حديث هو انه سجن وعذب لما ذكرناه من رفض طلب صدام حسين ان يساعد في انتاج قنبلة نووية.

ولكنه هنا في حوار مع مجلة الزمان الجديد في تموز 2000 في لندن شرح فيه سبب اعتقاله كما يلي:

(ــ عندما اصبحت مستشارا لرئيس مؤسسة الطاقة الذرية كنت معروفا بتوجهاتي الاسلامية بمعني التدين وليس الانتماء إلي تنظيم حزبي اسلامي معين. واثار نجاح الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 نقاشا وتجاوبا في العراق، لكن الحكم أو النظام توجس منها وقام بقمع اي نشاط اسلامي علني بالعنف، فأعدم خلال تلك الفترة عدداً من اصدقائي واقربائي، فلم يترك لي ذلك خيارا سوي انتقاد انتهاكات حقوق الانسان في العراق، ولاحظت تسامحا من النظام معي لسببين فقد كانت اجهزته تفضل ان اتحدث علنا بدل قيامي بنشاطات سرية اضافة إلي انهم كانوا راغبين التعرف علي قناعاتي السياسية بشكل دقيق.

سؤال: هل يعني هذا انك اعتقلت لاسباب سياسية ولم يكن الحكم عليك بالسجن نتيجة اعتراضك علي البرنامج النووي العسكري العراقي؟

ــ لم اعترض علنا علي هذا البرنامج، لكني انتقدت انتهاك حقوق الانسان في العراق اكثر من مرة امام خبراء يعملون معي بعد استلام صدام حسين لرئاسة الجمهورية، كما اتذكر باني تحادثت مع الدكتور جعفر ضياء جعفر اكثر من مرة بأننا لن نساهم في هذا البرنامج في ظل نظام صدام، واستبعد ان يكون هذا الزميل قد نقل إلي المسؤولين عمدا أو بحسن نية لانه سيعرض نفسه إلي خطر كبير لتداوله هذا الموقف. واقدر الان وجود احتمال معرفة الامن والمخابرات بما دار عن طريق اجهزة الانصات التي عرفت لاحقا انها كانت موضوعة للتجسس في مختبرات مؤسسة الطاقة الذرية. اضافة إلي اعتراف احد المعتقلين من حزب الدعوة الاسلامية علي اصدقائه الذين يتجمعون في احد البيوت لتداول الاخبار وانتقاد السلطة ووضع البلد العام. وكان اسمي من ضمن الاسماء التي اوردها لمشاركتي في احدي هذه الجلسات مما ادي إلي اعتقالي بتهمة علاقتي التنظيمية بحزب الدعوة في عام 1979 وفشل المحققون الذين حققوا معي من المخابرات بانتزاع اعتراف مني عن علاقة الدكتور جعفر ضياء جعفر بالمخابرات الغربية والاسرائيلية، فقد تعرضت إلي ضغط كبير بهدف انتزاع اعتراف مني بهذا المعنى لكني رفضت الاستجابة لهم بشكل قاطع ولم اكن امتلك اي دليل قاطع لتوجيه مثل هذه التهمة. )

تلاحظون انه في هذه الفقرات زعم ان سبب اعتقاله كان بسبب اعتراضاته على انتهاك حقوق الانسان. يمكن الموضة كانت هي مسألة حقوق الانسان في وقت الحوار.

ولكن هناك حكايات اخرى حول سبب اعتقاله منها:

ما هي قصة هذا الشهرستاني؟ لقد حكم عليه بالاعدام عام 1980 وفقا للمادة 156 من القانون العراقي ، وهي مادة تستخدم ضد من يرتكب فعل الخيانة العظمى ، فماذا فعل كي تطبق عليه ؟ لقد ثبت اثناء التحقيق انه كان على اتصال بجهات اجنبية متعددة وهي ايران واسرائيل وبريطانيا وامريكا وكان يزود كل هذه الجهات بالمعلومات عن العراق وبرامجه العلمية ، اي انه كان عميلا مزدوجا، وقد اعترف بكل تلك العلاقات بعد ان قدمت له الادلة القاطعة . وكان الشهرستاني يعمل انذاك بصفة خبير في وكالة الطاقة الذرية العراقية ، وليس رئيسا لها كما ادعى ، وكانت معلومات الاجهزة الامنية العراقية حوله تقول انه مستقل ، ولكن اثناء التحقيق مع جماعة من حزب الدعوة الايراني في العراق في مسالة الاعداد لعملية ارهابية داخل العراق اعترف المتهمون بانه متورط في تلك العملية ، فلم يصدق المحققون ذلك واعتقدوا انها محاولة ايرانية للايقاع به لتعاونه في مجال حيوي ، وذلك لانه من اصل ايراني ويفترض به، من وجهة نظر ايرانية ان يكون ولاؤه لها ، لكن التحقيق توصل الى ادلة حاسمة تثبت انه متورط في ذلك العمل التخريبي ، فحكم عليه بالاعدام ، وحينما ادرك ان الموت سيكون مصيره عرض ان يقدم معلومات خطيرة لقاء تخفيض الحكم عليه فوافقت السلطات العراقية على ذلك فقدم معلومات غاية في الخطورة حول شبكات تجسس اسرائيلية وايرانية وامريكية وبريطانية كان قد اوهمها جميعا انه عميلها فقط ! و خدمت هذه المعلومات الامن الوطني العراقي ، ومن بين تلك المعلومات اعترافه على اشخاص عديدين من بينهم كريم شاهبوري ، الملقب ب( موفق الربيعي ) و ( ليث كبة ) ، فخفض الحكم الى المؤبد بناء على امر رئاسي. واثناء الحرب على العراق في عام 1991 وحصول تفكك امني لفترة قصيرة هرب من سجن ابو غريب بعد قضاء 10 سنوات ، وذهب الى ايران .)

وقصة اخرى تقول :

(خلال العام 1979 تم اعتقالهُ لثبوت علاقتهِ بإيران من خلال انتمائهِ لحزب الدعوة حينما درس في فرنسا وبعد الغارة الصهيونية على مفاعل "تموز" في بغداد عام 1981 وبعد التحقيقات عن المعلومات التي تم تسريبها الى الكيان الصهيوني والتي جعلته يستهدف مواقع ليس للشركات الفرنسية او غيرها علم بها باستثناء عدد قليل من الباحثين العراقيين .. حيث تبين أن الشهرستاني نقل المعلومات لأيران والتي بدورها نقلتها الى اسرائيل ..
ولهذا السبب ادين الشهرستاني بالخيانة العظمى وكان يفترض ان ينفذ فيه حكم الله والقانون ويعدم .. ولكن وبسبب تقدير المجاهد الكبير صدام حسين لدوره السابق في العمل البحثي استبدل عقوبة الاعدام بالسجن ومن ثم أعيد الى بيته على ان يكون تحت الاقامة الجبرية..
استطاع الشهرستاني مغادرة العراق الى ايران في شباط 1991.. ليلعب بعدها دورا معلوما مع الجلبــي وحزب الدعوة وايران لتشجيع اميركا واعطائها المبررات لضرب الامتين العربية والاسلامية باحتلال العراق.. ) – د. فاضل بدران

وفي ويكيبيديا باللغة الانجليزية ، يُذكر أن بعض المصادر قد نشرت انه استخدم مركزه في الحكومة ليوزع منشورات يحث فيها الجنود الشيعة في الجيش العراقي للخروج من الجيش والقتال ضد رفاقهم الجنود والضباط. وفي حين ذكر زميل له في الخيانة هو خضر حمزة بأنه سجن بسبب قلة كفاءته في التعامل مع البرنامج النووي متسببا في مشاكل دائمة مع وكالة الطاقة الذرية ، كما كان يتعمد تأخير البرنامج من اجل منع البلاد من الحصول على الطاقة النووية (مكلفا الحكومة بلايين من الدولارات ) .

ملاحظة مني: يبدو ان قلة كفاءته وتعمد عرقلة تنفيذ برامج تفيد تطور العراق وتكليف الحكومة بلايين الدولارات مازالت عادة ملازمة له اتضحت أكثر في وزارته النفطية.

اذن استخدم الشهرستاني في الدعاية لنفسه 3 اسباب رائجة تخدم غرض الكفاح النبيل في نظر الغرب : اولا انه اعتقل لاسباب طائفية ودينية ، ثانيا انه اعتقل لأنه رفض صنع قنبلة نووية، ثالثا انه اعتقل لأنه دافع عن حقوق الانسان في وجه الانتهاكات.

ومع كل هذا الغموض المتعمد في ماضي البروفيسور الكذاب، هناك معلومات لا ادري مدى صحتها كتبها داود البصري في احدى الصحف الكويتية يقول فيها
" حصلت تطورات خاصة في ملف حسين الشهرستاني لم يشرإليها أحد سابقا بوضوح أبدا وهو ما يفسر عدم اعتماد الحكومة الإيرانية بعد ذاك لخدمات وإمكانيات الشهرستاني بعد تهريبه لإيران عام 1991. و لم يتم استخدامه في هيئة الطاقة النووية الإيرانية للاستفادة منه بل توجه من هناك ليعمل في أعمال الإغاثة الإنسانية. فقد توصلت المخابرات العراقية وقتذاك وبالتعاون مع إحد أجهزة مخابرات شمال إفريقيا إلى معلومات خاصة تدين الدكتور حسين الشهرستاني بالتعامل مع مخابرات إحدى الدول الكبرى وحيث تم في باريس تسجيل لقاء خاص بينه و بين أحد مندوبي جهاز مخابرات دولي كبير وكان الشهرستاني في مهمة عمل نووية في باريس وقتذاك لأن المشروع النووي العراقي كان مرتبطا بالمفاعل الفرنسي كما هو معروف وحيث شهدت باريس في صيف 1980 اغتيال جهاز الموساد الإسرائيلي للعالم المصري في المشروع النووي العراقي د. يحيى المشد بتهشيم رأسه في أحد الفنادق الباريسية الفخمة. المهم أن المخابرات العراقية بعد أن توصلت بالمعلومات التي تدين الشهرستاني لم تعتقله حين عودته لبغداد بل تم زرع أجهزة تنصت ومراقبة متطورة في منزله ثم تم اعتقاله بعد أن جمعت الأدلة والقرائن وأنهار في التحقيق وأعترف بكل شيء ولعل أهم عدته التي لم تكتشفها المخابرات العراقية وقتها ولكن تم ضبطها في منزله كان قلم حبر هو عبارة عن جهاز متطور وقتها للتسجيل و التصوير ومزود بنظام وكود ديجيتال لم يكن معروف وقتها وكان يبلغ سعره أكثر من أربعين ألف دولار. وكان بهذا القلم يدخل على صدام حسين بعد أن يعبر كل نقاط التفتيش دون أن يجلب الشك. المهم أن الدكتور حسين الشهرستاني أعترف بالتعامل مع المخابرات ألأمريكية وتمت محاكمته والحكم عليه بالإعدام الذي لم يصادق عليه صدام بل خففه للسجن المؤبد وكانت هنالك اتصالات شبه دائمة في السجن بين الشهرستاني وبين رئيس المخابرات العراقية السابق وأخ صدام غير الشقيق برزان التكريتي، تحدث عنها الشهرستاني طويلا في مقابلات سابقة مع مجلة المجلة السعودية التي كانت تصدر من لندن وتوقفت مؤخرا . وظل الشهرستاني في إحدى قواطع سجن أبو غريب الشهير حتى حرب عاصفة الصحراء في أوائل عام 1991 حينما تمت عملية تهريبه بطريقة هوليوودية سينمائية غير مسبوقة.
في يوم الثالث من شباط / فبراير عام 1991 و كانت ليلة من أشد ليالي القصف الأمريكي على بغداد في حرب عاصفة الصحراء. دخلت مجموعة كوماندوس أمريكية خاصة من غرب العراق بطائرة مروحية من نوع أباتشي مصفحة مع ثلاث طائرات مروحية مساندة أخرى نوع شينوك بعد أن تكفل القصف الأمريكي لبغداد بتعطيل جميع أجهزة الرادار والاتصالات ودخل أحد العراقيين إلى إدارة السجن ومعه كتاب رسمي موقع من رئاسة الجمهورية يطلب فيه استلام السجين بالمؤبد حسين الشهرستاني. كان الكتاب الرسمي معدا بطريقة متقنة لا يمكن معها اكتشاف التزوير كما بين التحقيق الرسمي فيما بعد! فخرج من السجن مباشرة ونقل بالهليوكوبتر لنقطة حدودية إيرانية ،حيث تم تهريبه لإيران لتنتهي حكاية من أغرب الحكايات العامرة بالأسرار والغوامض التي لم يكشف النقاب عنها بعد بشكل كامل وجلي . في إيران أبتعد الشهرستاني عن النشاطات النووية لأن معلوماته كانت قديمة ولم تستحدث أو تتجدد خلال العقد الذي قضاه في السجن كما أن الإيرانيين بدورهم كان لهم تحفظاتهم الأمنية عليه فعمل في المجال الإنساني وحقوق الإنسان ودخل مع الداخلين للعراق بعد عام 2003 )

ولكن في كتابه (الهروب الى الحرية) الذي كتب فيه ذكرياته عن السجن وكيفية الهروب بالتفصيل الممل ، يقول انه هرب يوم 13 شباط 1991 ، وليس الثالث من شباط كما يقول داود البصري، ومثل كل الكذابين الذين يغرقون بالتفاصيل (ودائما انصح الكذابين بعدم ذكر التفاصيل لئلا يقعوا في الخطأ) وقع الشهرستاني في شر تفاصيله.

من يريد أن يقرأ مذكراته عليه بالذهاب الى منتدى (يازينب)

فهو الذي وجدت فيه بعض الحلقات المكتوبة بركاكة فظيعة ، والاخطاء النحوية والاملائية لا يرتكبها طالب ابتدائية ، ولكنه معذور ، فثقافة الرجل فارسية (هو يعترف في مذكراته بمعرفته باللغة الفارسية) وكندية ، باعتبار زوجته الكندية برنيس هولتوم "ام زهراء" والتي يذكر دائما في سيرته الذاتية الموجودة على الانترنيت انها اسلمت قبل زواجه منها ، وكأن الدين الاسلامي يشترط على الزوجة غير المسلمة الاسلام حتى يكون الزواج صالحا. ولكن التأكيد على هذه المسألة يوحي بنقيض الشيء . وسوف يفضح ذلك في مذكراته بدون أن يشعر. بل انه حتى في بيته لا يتكلم الا الانجليزية بحيث ان ابناءه (زهراء ومريم ومحمد ابراهيم) كانوا يتحدثون الانجليزية وليس العربية منذ نعومة اظفارهم، مع انهم عاشوا في العراق على الأقل منذ منتصف السبعينات. حتى مغادرتهم في 1991.

وقبل الدخول في التفاصيل، اشير الى انه يذكر ايضا في سيرته الذاتية هذه المعلومة (النضالية) :

(عيّن في لجنة الطاقة الذرية بصفة باحث علمي في سنة 1970م.
نقل في سنة 1971م إلى جامعة الموصل, ثم إلى جامعة بغداد لرفضه الانتماء لحزب السلطة
عين في سنة 1974م رئيسا لقسم (النظائر المشعة) في لجنة الطاقة الذرية)

والملاحظة هي تبعا لقوله انه نقل الى الجامعة في الموصل وفي بغداد بسبب رفضه الانتماء لحزب السلطة، فهل كان تعيينه في سنة 1974 رئيسا لقسم في لجنة الطاقة الذرية بسبب "انتمائه لحزب السلطة" ؟ عليه أن يوضح التناقض في أقواله.

في مذكراته وجدت لكم هذه التناقضات في سرد الأكاذيب:

- يتحدث عن (نضال) زوجته الكندية وهو في السجن، انها في نفس يوم اعتقاله وحين علمت بذلك ، ذهبت الى بيت أقارب لهم واستخدمت تليفونهم للاتصال بأصدقائه (!) لتقول لهم التالي "ان الدكتور مريض ونقل الى المستشفي وسيبقي عدة ايام" وفهم الاصدقاء مغزي كلامها فبعضهم غادر القطر وبعضهم اختفي وبعضهم تمكن من اخفاء مايجب اخفاؤه.

هذا هو نص كلماته ، مما يعني انه فعلا كان لديه ما ينبغي ان يخفيه عن أنظار الحكومة وانه فعلا كان في حزب محظور في العراق لعلاقته بإيران. وأن كلمات زوجته كانت شفرة متفق عليها مع الاصدقاء.

وفي نفس السياق يقول في مذكراته (وكان فى المنزل قبل الاعتقال بعض الاوراق وقد اردت اخفاءها فوضعتها فى علبة معجون الاسنان وبعد اعتقالى رمت أم زهراء هذه العلبه فى برميل القمامه الكائن فى موقف السيارة وفى منتصف احدي الليالى جائت مجموعه من رجال الامن ومعهم الرشاشات)

ياترى ماهي الاوراق التي اراد إخفاءها ؟

وأيضا يقول حول زيارة زوجته له في السجن (اخذونى مع زوجتي الى غرفة تقع فى احد جوانبها منضده وقالو لنا خذوا راحتكم لقد احست أم زهراء بوجود الة تسجيل لذلك كانت تتحدث معي بحذر شديد حيث تحدثنا عن العائله ولكن اثناء الحديث سالتها عن قريبي السيد محمد علي فاجابتنى بانها اخبرته عن الاعتقال فغادر القطر وهكذا كنا نتبادل الاخبار والمعلومات بشكل لايفهمه غيرنا وكنا نتحدث فى اللغة الانجليزية)

والآن اسمعوا هذه الفقرة عن "أم زهراء" :

(وحينما جائت أم زهراء معي الى العراق لم تتصل بسفارة بلادها ولم يوجهوا اليها اى دعوه فى المناسبات ولكن بعد اعتقالى وبعد ماجرا لها من احداث فانهم اتصلو بها واختاروا وقت اعياد الميلاد وكانت المتحدثه امراه قالت لها توجد هدايا لك وللاطفال مثل كل سنه فأنت مدعوه لاستلامها وتقول أم زهراء لقد فرحت وقلت الحمد الله لان هناك من يتحسس بمأساتي) – ملاحظة : الاخطاء الاملائية من الأصل.

وهذه الفقرة غريبة. طبعا ام زهراء لم تتصل بسفارة بلادها في حينها ربما بسبب مركز زوجها الحساس في لجنة الطاقة الذرية. ولكن كيف علموا باعتقاله وكان الجميع يتكتم ذلك أم كان العكس هو الصحيح وهو أن الزوجة هي التي اتصلت بسفارتها؟ المهم .. ماذا يعني ان تقول لها المتحدثة (توجد هدايا لك وللاطفال مثل كل سنة) "كل سنة" ؟ مع أن ام زهراء لم تكن تزور السفارة كل سنة ؟ ثم ماذا يعني ان تقدم لها الهدايا في اعياد الكريسماس والسيدة قد أسلمت قبل زواجها؟

من الأخطاء التاريخية في مذكراته او ماقرأته منها قوله "وفى ايام الحرب -1991 - اعلن صدام بشكل صريح عن امتلاكه للأسلحه الكيماوية وهدد بحرق نصف اسرائيل اذا قصفت بغداد ". والصحيح تاريخيا هو ان الرئيس الراحل صدام حسين نطق بذلك التهديد في نيسان 1990 ، قبل احتلال الكويت بعدة أشهر. وليس أثناء العدوان على العراق في 1991.

ولكن الشهرستاني يخلط هذا بذاك ليبرر تخوفه وهو في السجن من قيام اسرائيل بالانتقام وضرب العراق بالكيمائي وربما تستهدف السجن للقضاء على الاسلاميين. اقرأوا ما كتبه بالنص :

" وكنا نتوقع ان يكون سجن ابو غريب مستهدفا من قبل اسرائيل لتصفية الاسلاميين لذلك قمت بتصميم كمامات واقية من الغازات السامة وذلك باستخدام مواد بسيطه يمكن توفيرها في السجن وهى عباره عن علبة بلاستيكية او زجاجية او معدنية وانبوب صغير كالذى يستخدم فى مغذى المريض وفحم ، كما اعطيت المساجين بعض التعليمات الضرورية التى يجب اتباعها اثناء القصف الكيماوي وطلبت منهم سد النوافذ والشبابيك بالطين ووضع النايلون لمنع تسرب المواد الكيماوية والغازات السامة الى داخل الزنزانات حد الامكان..."

خيال واسع ؟! لو حدث هذا السيناريو فلن تستهدف اسرائيل "اعداء" صدام حسين ، أليس كذلك ؟

هذا دليل بسيط على طريقة تفكير غير طبيعية لا تربط النتائج بالمقدمات.

في مكان آخر من المذكرات يشرح طريقة هروبه وكيف ساعده ابن اخته عماد الشهرستاني (وهو الآن يدير فرع كربلاء للجنة اللاجئين العراقيين التي اسسها خاله في لندن وطهران في التسعينات بتمويل بريطاني) وسوف احدثكم عن التربح والفساد في هذه اللجنة ايام (النضال) في طهران.

خطة الهرب كانت تستوجب ان يأتي عماد اكثر من مرة الى السجن لجلب أشياء او أخذ تعليمات ، وكل مرة كان يأتي بعذر زيارة سجين مختلف !! غريبة كيف لم تكتشف ادارة السجن هذه الألاعيب !! وتصوروا عماد هذا يأتي في ذات مرة بصديق له يقنعه بارتداء ملابس ضابط حتى يستطيع ادخال تنكة بنزين يسلمها الى سجين آخر سوف يسرق سيارة وملابس ضباط أمن من أجل تهريب الشهرستاني، الغريب ان الصديق الذي تنكر بزي ضابط كان يعرف لقب عماد ويعرف ان له خالا معروفا مسجونا بنفس المكان، ولكن عماد يراوغه ويذكر له انه بسبيله لتهريب سجين لا يذكر له اسمه حتى لا يعرفه !!! يعني اي صديق غبي يعرف ان هذا شهرستاني وذاك شهرستاني سوف يربط الإسمين ويصل الى النتيجة فورا. ولكن ماذا نفعل والمخرج عاوز كده؟

أهم مافي حكاية الهرب العجيبة هي انها تحدث في يوم 13 شباط 1991 ولكن العالم البروفيسور الدقيق في شطحاته لا يذكر اي شيء يشير الى ماحدث ذلك اليوم في العراق. اقرأوا :

" وفى 12 شباط الموعد الشهرى لزيارتى العائلية ، زارتنى ام زهراء مع الاطفال وكانت زيارة مفتوحة ومريحة جدا بسبب الجو الذى كان يحكم السجن من الانفراج والانفتاح النسبى ، وجلبت ام زهراء معها حوالى300 كيلو غرام من التمر اعطيته لرجال الخدمات فوزعوها على السجناء ، وفى اللقاء اخبرت ام زهراء بايجاز بأننا نعد لعملية هروب من السجن وعليها الاستعداد للالتحاق بنا في اى لحظة ، وان السيد عماد سوف يخبرها بالتفاصيل وينسق معها حول الزمان والمكان ، وفي اليوم التالى 13شباط 1991 المصادف 27 رجب زارنى السيد عماد حسب الاتفاق المسبق ولكن بذريعة زيارة سجين اخر وتم الاتفاق على التوقيت التالى ، افضل وقت للهروب من السجن هو حوالي الساعة السابعة مساء من نفس اليوم 13 شباط حيث يذهب رجال المخابرات الى غرف النوم بعد تناول وجبة العشاء ، اما موعد الوصول الى البيت السري حيث ينتظرنا عماد والعائلة فهو بين الساعة الثامنة والعاشرة ليلا ، واعطانى عماد خارطة دقيقة بالمنطقة والمكان السري المتفق عليه "

نتجاوز مسألة 300 كيلو غرام من التمر التي حملتها ام زهراء على ظهرها الى السجن ، لأن "الحجي ماعليه ضريبة" وهذا من قبيل الكذب الكريم المباح. وخلي الجهال ياكلون بصاية خالهم.

ولكن هناك شيء غريب في سرده، أليس كذلك ؟ يذكر 27 رجب ويذكر روتين ضباط المخابرات ، ولكنه ينسى أن يذكر الحادث الرهيب الذي وقع في فجر ذلك اليوم وبالتأكيد أي شخص كان سيخشى ان تكون مجريات اليوم غير عادية . كأن لا ينام رجال المخابرات او أن تكون في الشوارع حركة غير عادية قد تعيق الهرب بسبب حراسات مشددة او من ناحية اخرى قد تسهل الهرب بسبب انشغال رجال الأمن والمطافي والاسعاف في بغداد بمصيبة ملجأ العامرية الذي ضرب في فجر يوم 13 شباط. لم نجد ذكرا لذلك في مذكراته. فهل هو سهو؟ هل هو غفلة؟ هل هو تفصيل غير مضبوط من تفاصيل الكذبة ؟ لقد ذكر ان رجال المخابرات في السجن تأخروا في النوم فعلا تلك الليلة ولكن بسبب انهم كانوا يلعبون القمار !!! كيف يلهون ، وامريكا تقول في اذاعاتها انها ضربت مركز القيادة وليس ملجأ للنساء والأطفال؟

اتصلت الآن بصديقة اسألها عن احوال الأمن في بغداد في ذلك اليوم ، وكانت حاضرة هناك في تلك الفترة ، فقالت أن بغداد كانت تحت السيطرة المشددة طوال ايام القصف الأمريكي وليس فقط يوم فاجعة العامرية حتى ان المحافظات الأخرى كانت تشتكي من الاهتمام المبالغ به ببغداد.

هناك متناقضات أخرى أشار اليها الكاتب علي كاش في مقالته التي اقتطع منها هذه الاشارات:

(كما انه اعترف بأن لبس بدلة عسكرية برتبة عقيد هي أعلى رتبة في السجن لذلك لم يكن من السهوله اجتيازه نقاط الحراسة بالطريقة التي سردها)

(ويتحدث عن المخاطبات التي كانت تتواصل بينه وبين الحزب وهو سجين عبر الرسائل التي كانت تنقلها زوجته إليه خلال زياراته في السجن مستغفلة الحراس عكس ما ذكر بأنه سجن بزنزانة انفرادية طيلة سنوات سجنه ولم يتمكن من التحدث مع أي بشر مما ينفي روايته المزعومة )
++

يحب الشهرستاني ان يشير الى دوره الإنساني في تأسيس لجنة إغاثة اللاجئين العراقيين لمساعدة العراقيين في ايران. وهاهو طبيب من قلب اللاجئين في ايران في تلك الفترة يحدثنا عن ذلك الدور الانساني هنا :

والكاتب هو عبد العالي الحراك

(كما تصل لجان من جمعيات خيرية اجنبية يشرف عليها عراقيون امثال (مؤسسة عمار الخيرية للأغاثة ) وصاحبتها البرلمانية البريطانية عن حزب الاحرار البريطاني (ايما نيكلسون) التي تبنت معالجة عمار, هذا الطفل العراقي الذي كان مصابا بحروق شديدة نتيجة حرب الخليج الثانية وما تبعها اثناء انتفاضة آذار 1991, و سميت بأسمه والتي كان يديرها الدكتور صاحب الحريري من مكتب ضخم في طهران بالتعاون والتنسيق مع عبد العزيز الحكيم الذي يزكي المؤسسة واعمالها ورجالاتها لدى السلطات الامنية الايرانية المرتبط بها , والا لما سمحت تلك السلطات لهذه المؤسسة بالعمل والنشاط على الأراضي الايرانية ( أي ان عبد العزيز الحكيم يستطيع ان يزكي البريطانيين للنشاط ؟؟؟؟ في ايران ولا يستطيع ان يزكي العراقيين اللاجئين المضطرين الى التوجه الى ايران وهم ان لم نقل ابناء جلدته فهم اتباع نفس المذهب ( شيعة اهل البيت) كي يستقروا مؤقتا داخل ايران ويتمكن اطفالهم من دخول المدارس الرسمية المعترف بها.. ام ان لدى البريطانيون الجنيهات الاسترلينية اما العراقيون فمعظمهم هربوا حفاة عراة ) .... اما الدكتور امين السادن وآل البطاط فكانوا يشرفون ويديرون فرع المؤسسة في مدينة الاهواز وتوابعها , ومن ضمنها همت البائسة (معسكر اللاجئين) . في طبابة هذه المؤسسة لاحظت وعايشت انواع الفساد الاداري والمالي والغش والسرقة.. من نقص في الادوية الضرورية او قرب انتهاء مفعولها او تبديلها كونها انكليزية بادوية تصنع في ايران.. و كذلك المواد الغذائية والبطانيات وحليب الاطفال..
هناك جمعية خيرية اخرى تمول من بريطانيا ايضا , يشرف عليها وزير النفط العراقي الحالي حسين الشهرستاني مقرها فيللا فارهة تقع في ارقى مناطق شمال طهران , ومخازنها الرئيسية تقع في مدينة الخفاجية التابعة للاهواز. يفترض ان تقوم هذه المؤسسة بنشاط صحي لخدمة اللاجئين العراقيين هناك , ولوجود طبابة تابعة لمؤسسة عمارالخيرية للأغاثة فقد ارتآى صاحبها حسين الشهرستاني بالاتفاق مع الدكتور صاحب الحريري ان تقوم هذه الجمعية الجديدة بنشاطات انسانية اخرى كتوزيع علب مسحوق الحليب على الحوامل والاطفال دون السنتين من اعمارهم وكذلك المواد الغذائية الاخرى والمستلزمات المنزلية البسيطة . لكن بماذا يختلف الامر وبماذا يختلف النشاط ؟ .. الامران صنوان والنشاطان متطابقان ومعاناة العراقيين ذاتها , سوى ان يزداد غنى اصحاب هذه المؤسسات والمشرفين والقائمين عليها وحاشيتهما.. الشحة والقلة في المواد الطبية والغذائية الموزعة صفات نشاط هاتين المؤسستين ونصيب العراقيين منها الذلة والهوان. عندما عملت في فترة من الفترات طبيب في مؤسسة اغاثة عمارفي همت والمحمرة , اطلعت على حجم السرقة و الفساد ورفضت التوقيع على تلك القوائم الوهمية المزورة التي تحتوي على ارقام كبيرة غير حقيقية من علب الحليب وبقية المواد الغذائية الموزعة على الناس في المنطقة... فاضطر المسؤؤل في الاهواز وهو السيد مكي البطاط ( الذي استحوذ على ادارة المؤسسة بعد انتقال الدكتور امين السادن الى بريطانيا الذي كان يتذمر ذرعا من تدخلات آل البطاط في عمله وعمل المؤسسة) الى نقلي الى فرع الأغاثة في المحمرة . وهناك ايضا لاحظت نفس مستوى الفساد).


الآن اكشف لكم عن شيء غريب لا اعتقد أن احدا يمكن ان ينتبه اليه سواي. لأنه يحتاج الى واحد يدور عن البير منو حفره .. الخ .

اللجنة اللي اسسها الدكتور الانساني جدا الشهرستاني في لندن ولها فرع في طهران كان اسمها باللغة الانجليزية Iraqi Refugee Aid Council واختصارها هو IRAC . احفظوا هذا الاختصار الله يوفقكم.

الآن اكو شقيق للوزير اسمه رضا الشهرستاني موجود في الامارات واكيد سمعتوا بتربحه من الست حمدية ام الانتخابات التي اغدقت عليه الملايين حتى يدير الانتخابات في الامارات عام 2005 . شنو المناسبة ؟ قالت انه مستشارها. والرجل حسب اصول المحسوبية والتربح المستقبلي كان قد أسس شركة ابحاث واستشارات اندمجت بعدين مع شركة اماراتية من اجل نهب نفط العراق. ليش لا وحسين شهرستاني بيده صمامات الآبار العراقية؟ الربّاط في السالفة أن مختصر شركة الشقيق رضا هو IRAC ستسألون شنو القضية ؟ من قلة الاسماء والاختصارات؟ اقول لكم : المسألة توارد خواطر اخوية لا أكثر لأن اسم شركة رضا شهرستاني هو Ideal Research and Consultancy . هاي الشطارة . ولكن ليش ؟ والله ما أدري اكيد اكو تقاطع واكو سبب ولكن لا يعرفه الا الضالعون في العلم النفطي والتجارة الانسانية. يمكن الجماعة متفائلين بهذا المختصر فهو مثل قولة "افتح ياسمسم" ؟

في 2003 ترك الدكتور الشهرستاني رئاسة لجنة اغاثة اللاجئين العراقيين لأقربائه فؤاد الشهرستاني في طهران وعماد الشهرستاني في كربلاء ولا ادري من في لندن ليعود الى العراق ليتفرغ للمهمة الكبيرة وهي تسليم ثروات العراق للشركات الأجنبية الوهمية والحقيقية. وليتربح منها بشكل مباشر او غير مباشر بواسطة شقيقه في الامارات وشركته الاستشارية ، وبواسطة ابنه محمد ابراهيم الذي زعم في الاستجواب ان محمد ابراهيم الشهرستاني الذي شارك بتوريد معدات الى شركة نفط الجنوب...ليس ابنه وانما احد افراد العشيرة الشهرستانية الواسعة. لابأس يخلق الله من الأسماء اربعين. ولكن حتى لو لم يكن ابنه وكان قريبه ، أليس يعني هذا استغلال مركزه لفائدة عائلته او اقربائه؟

ولكن ربما الفائدة الكبيرة التي سيجنيها الوزير النزيه هي عن طريق نزيه آخر هو زلماي خليل زاد الذي اسس هو الآخر شركة استشارية في أربيل ليضع يده على نفط الشمال. علما ان في ادارة الشركة اثنين من الأكراد . ولنا أن نتصور كيف أن زلماي وهو يحكم العراق ، كان يصدر القرارات التي تصب في صالح العصابات الكردية التي كان يخطط الى أن يأوي الى احضانها بعد خروجه من المنصب.

دعوني الان اذكركم بمقالتي التي كتبتها منذ فترة بعنوان "اكذوبة اعادة الإعمار: زلمي النفط" في 17 شباط 2009
ومنها هذه المقاطع :

(ارجعوا الان بالذاكرة الى احداث منتصف شهر ايار 2006، حين ظلت حكومة المالكي مشلولة ، لا تستطيع ان تعين الوزراء. كان يقال لنا ان هناك مشاكل في الاختيار واختلافا بين الاحزاب. ولكن اتضح ان الاختلاف كان في الواقع على وزير النفط فقط. فقد كان الأمريكان بواسطة زلمي يضغطون بشدة لتعيين حسين الشهرستاني، في حين كان هناك مرشحان من الاحزاب الاخرى احدهما هاشم الهاشمي والاخر ثامر غضبان. ولكن الضغط الامريكي ينجح اخيرا في وضع الشهرستاني في منصب وزير النفط. لماذا الشهرستاني ؟ اولا لأنه صديق زلمي خليل زاد وثانيا لابد أن لديه ارتباطات (نفطية ) او (شركاتية ) مع شركات كندية حيث درس وعاش هناك . حاولت ان أبحث. هناك شركة يفضلها وتباحث معها كثيرا حين صار وزيرا هي شركة شيل ، ولهذه الشركة فرع كندي له يعمل في شراكة ايضا مع شركة شيفرون.

مع مجيء المالكي ... كان النقاش محموما حول قانون النفط الجديد والذي استمر النقاش حوله حتى منتصف العام التالي. وقد ظهر الى العلن ان من كتب قانون النفط الجديد هي شركات النفط العملاقة التي دفع لها الأمريكان من أموال العراق لكتابة مسودة القانون الذي سوف يسهل لهم الاستحواذ على نفط العراق. وحتى قبل صدور مثل هذا القانون وقع الشهرستاني اتفاقيات لتطوير حقول النفط : مع من ؟

شيفرون في المقدمة وشيل وايضا شركة النفط البريطانية وثلاث شركات اخرى.
وكانت شيفرون بالاشتراك مع توتال قد تقدمت بمشروع تطوير نفط حقل مجنون في الجنوب الى وزارة النفط العراقية.)

حين كتبت هذا، كانت تنقصني بعض المعلومات: لم اكن اعرف ان علاقة شهرستاني بكندا اعمق من مجرد الدراسة ، فقد كانت رفيقة العمر كندية، ولم أكن أعرف أن لشقيقه شركة استشارات في الامارات، ولم اكن اعرف أن ابنه سوف يعمل على توريد مستلزمات النفط، ولم أكن أعلم أن زلماي خليل زاد سوف يؤسس ايضا شركة استشارية تساعد شركات النهب في العراق. ولكنه حين ضغط لتعيين الشهرستاني وزيرا للنفط، كان بالتأكيد ينظر الى أكثر من هدف لصالح أمريكا ولصالحه الشخصي. وقضية العراق ايها القاريء الفطن هي في النهاية .. تتلخص في خمسة حروف: النفط.

هناك تعليقان (2):

  1. وصف أحد المعلقين، ولعل بعض أصحاب النوايا الطيبة بيننا أيضا يفعلون ذلك، وصف الشهرستاني وغيره من جماعة المنطقة الخضراء بأنهم أناس ليس لديهم أي قدر من الوطنية. وواقع الحال، أن هذا الوصف لا ينطبق عليهم. ليس صحيحاً أن الشهرستاني وجماعته ليسوا وطنيين. فالحقيقة هي أن لديهم قدراً كبيراً من الوطنية، ولكنها وطنيتهم, وطنية انتمائهم للبلدان التي قدموا منها وولائهم لها. وعلى سبيل المثال للحصر, من منا لا يتذكر أيام مجلس الحكم سيء الصيت حينما تولى المقبور عبد العزيز الحكيم دوره الرئاسي لمدة شهر, حينها عينت دولة الاحتلال، الولايات المتحدة، مبعوثاً خاصاً هو جيمس بيكر لحث دول العالم على إطفاء ديون العراق، وفي تلك الفترة بالذات طالب الحكيم بضرورة إلزام العراق بتقديم مبلغ مئة مليار دولار لإيران؟ فالرجل كان على قدر كبير جداً من الوطنية، ولكن لوطنه إيران. ومن منا لا يعرف دعم المجلس "البريء منه الإسلام" لفكرة تقسيم العراق على أساس طائفي وعرقي تحت مسمى الفدرالية، أمر سيؤدي لو حصل لا سمح الله إلى تجزئة العراق وإضعافه ونهب ثرواته وخيراته لفائدة أعداء العراق وأولهم إيران؟ ومن منا لا يعرف الدور الاستشاري الذي وفرته إيران لعصابات القتل والإرهاب الحقيقي التي سميت زوراً وبهتاناً "أحزاباً" أو "حركاتٍ"؟ ومن منا لا يتذكر هروب قادة هذه المليشيات "الأحزاب" و"الحركات" وعصابات القتل والأجرام إلى إيران ولجوءهم إليها في بعض الظروف؟ لا بل من لا يتذكر توجه ما يعرف بالقضاة في أكثر من مناسبة لاستمزاج المراجع القمية في بعض القضايا مثل محاكمة رموز النظام العراقي السابق.
    الوطنية ليست بضاعة، وهي ليست شيئاً يباع ولا يشترى. الوطنية شعور يولد مع الفطرة الإنسانية السليمة وينمو بشكل حب في اللاشعور للمكان الذي يعيش فيه الإنسان. وقد يتعرض هذا المكان الجغرافي والنفسي لما يمكن أن يتعرض له من بلاء وكوارث ومشكلات، وقد يضطر الإنسان للهجرة واللجوء وغير ذلك من وسائل حفظ الذات. لكن الوطن يبقى محمياً في ذلك الجزء اللاشعوري، يحمله الإنسان أينما ذهب، ويصل إلى حد التقديس والاستعداد للموت دونه، لدى كثيرين. وإن حدثت مشكلة في هذه العلاقة فالإنسان هو المسؤول عنها، ولا بد أن يكون الخلل فيه لا في الوطن. صورة فيها الكثير من المثالية، لكنها برأيي هي الحقيقة، وإلا لما كانت هناك قدسية للأوطان وعلاقة الإنسان بها.
    وعلى هذا، لا تجوز محاسبة الشهرستاني وغيره من الستانيين على هذا الجانب الذي لا يملكون منه شيئاً. فالرجل ليس عراقياً أصلاً فكيف يحاسب على وفق أصول الوطنية العراقية؟ كيف نريد منه أن يكون أميناً على ثروات العراق التي يعتقد أن أولى مهامه هي تحويلها ونقلها له شخصياً ولبلده الأم ولمن أوصله إلى ما هو عليه اليوم من منصب ومقام رفيع؟
    ما قدمتِهِ يا نخلتنا العراقية الباسقة مهم في كشف الشهرستاني وغيره من هؤلاء الذين لا ينتمون قلباً لهذا الوطن. فكشفهم مهم لأن كثيرين لم يكونوا يعرفون حقيقتهم. وأود أن أضيف إلى ما قدمتِهِ من "مآثر" الشهرستاني أنه كان أول مرشح لرئاسة الوزراء بعد أو إبان مجلس الحكم، أي قبل علاوي، نور عيوني يا علاوي. ويتضح هنا كيف أن الأمريكيين يثقون بالرجل ثقة لا حدود لها، وفضلوه على المتخصصين في ميدان النفط من مثل ثامر الغضبان ليكون وزيراً للنفط.
    إن ما يبدو عليه هؤلاء من مظهر المسكنة والتديّن والملمس الأملس ليس أكثر من ملمس الأفعى الناعم الذي قد يخدع البعض، ولكن ليس لوقت طويل. حفظك الله وأدامك وحفظ الله العراق والطيبين من أهله.

    ردحذف
  2. انا معك جدا في هذا التوصيف. وطنيون حتى العظم تجاه اوطانهم الأصلية. هم في العراق يعملون بعقود عمل مؤقتة بدليل ان عائلاتهم يظلون في تلك الاوطان. وحين ينتهي عقد العمل يعودون الى بلادهم.

    ردحذف