"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/9‏/2009

لماذا يصدق الناس الكذب ولايصدقون الحقيقة؟

ترجمة وتعليق : عشتار العراقية 
كنت في الصف السادس الإبتدائي او ربما في أول متوسطة، لا أذكر، ولكني لا أنسى الواقعة المرعبة التي اقترفتها وظل ضميري يؤنبني من يومها حتى هذا اليوم الذي اكاشفكم فيه بجريمتي لعل في ذلك خلاصي. كانت واقعة تزوير، فعلتها عن سبق اصرار وترصد.
كنت أهوى قراءة الشعر و الخطابة، وكنشاط في هذا المجال، طلبت مني المدرسة أن اختار قصيدة مناسبة فيها من الحكم والعبر والنصائح مايناسب فتيات في عمر التفتح على الحياة.
نقبت ليلتها في مكتبة أبي ، فوجدت قصيدة جميلة وسهلة للشاعر جميل صدقي الزهاوي، كلها نصائح وحكم ولكن كانت هناك مشكلة صغيرة. الرجل قلب المعاني استهزاء ليؤكد مايريد قوله. فالقصيدة تبدأ:
الكذب أسـعدني و الصـدق أشـقاني - و الكـذب أضحكني و الصدق أبكاني
وعلى هذا المنوال تسير القصيدة الطويلة التي تبين محاسن الكذب ومساويء الصدق في هذه الحياة، وكيف أن الصادق يصيع و يفتقر والكاذب يغتني ويتبوأ أعلى المناصب، وكيف تعلو دول بالكذب وتتقوض دول بالصدق.
ماذا أفعل؟ أعتقد أن بعضكم قد خمن ماكان عليّ أن أفعل. سهرت الليل أعكس كلمات القصيدة فصارت بدايتها :
الصدق أسعدني والكذب أشقاني - والصدق أضحكني والكذب أبكاني
وعلى هذا المنوال حتى آخر القصيدة. وفي اليوم التالي ، وقفت على المنصة أمام المدرسة بكل صلافة وألقيت القصيدة مع نسبتها طبعا للشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي. و لا اريد أن اقول لكم كم نالت القصيدة من استحسان المربيات الفاضلات دون ان تفطن إحداهن الى الانتهاك الذي حدث للقصيدة. وكان ذلك الموقف دليلا جليا على كيف يمكن للكذب ان يسعدنا ويضحكنا، فمن يتعب نفسه للبحث عن الحقيقة؟
ذكرتني بهذه الحادثة المخزية التي لا يمكن ان تغيب عن بالي، مقالة كتبها مؤخرا بول كريج روبرتس بعنوان "لماذا تنتصر الدعاية الكاذبة على الحقيقة؟" ونشرها في informationclearinghouse.info في 15 ايلول 2009 والتي سوف اترجمها لكم هنا، وتنبهت بعد قراءتها الى أن الزهاوي كان قبل أكثر من سبعين سنة قد توصل الى نفس النتائج التي يناقشها بول كريج في مقالته.
++
لماذا يصدق الناس الكذب ؟؟
بقلم بول كريج روبرتس
ترجمة عشتار العراقية
تلقي مقالة نشرت في مجلة Sociological Inquiry الضوء على تأثير البروباغندا. وقد ناقش الباحثون في المقالة السبب الذي يجعل الأكاذيب الكبيرة تنجح في حين أن الأكاذيب الصغيرة تفشل. فالحكومات يمكن ان تقوم بعمليات خداع هائلة للجماهير وتنجو بفعلتها في حين لايمكن ان ينجو سياسيون من افتضاح علاقاتهم الغرامية.
يوضح الباحثون لماذا مازال الكثير من الأمريكيين يعتقدون ان صدام حسين كان وراء تفجيرات 11 ايلول حتى بعد سنوات من انكشاف عدم وجود علاقة للعراق بتلك الواقعة. فالأمريكيون قد تبنوا احكاما معقدة مؤسسة على دعاية إدارة بوش باتهام العراق بعلاقته بالاحداث حتى اصبحت تلك الاحكام جزءا من معتقداتهم. اصبحت صلتهم العاطفية متغلغلة بهويتهم الشخصية وشعورهم الأخلاقي. وقد بحثوا عن المعلومات التي تدعم معتقداتهم وتجنبوا المعلومات التي تخالفها ، بغض النظر عن حقائق الموضوع.

في كتابه "كفاحي" يوضح هتلر امكانية تصديق الكذبة الكبرى مقارنة بالكذبة الصغيرة، فيقول "ببساطة تفكيرهم ، يقع الناس ضحية سهلة للكذبة الكبيرة عن الكذبة الصغيرة ، لأنهم انفسهم يكذبون كذبات صغيرة كثيرة في مسائل تافهة ولكنهم يخجلون من التورط بكذب واسع المدى. فلا يخطر على بالهم ابدا تلفيق أكاذيب مهولة، ولا يصدقون أن الاخرين يمكن ان يفعلوا ذلك ، حتى لو جوبهوا بالأدلة التي تثبت ذلك ، فهم سيظلون يشككون بها ويستمرون في الاعتقاد بأنه لابد أن يكون هناك تفسير آخر"
مايقوله لنا علماء الاجتماع وهتلر هو انه حين يأتي الوقت لانكشاف الحقائق ، يكون الناس قد ارتبطوا عاطفيا بمعتقدات زرعتها فيهم الدعاية الكاذبة ، فيكون التخلي عنها والتحرر منها تجربة مؤلمة. بل انه من دواعي الارتياح تكذيب كاشفي الحقائق بدلا من تكذيب الكذابين الذين افتضحوا.
إن سايكولوجية الاحتفاظ بالمعتقدات المتأصلة حتى لو كانت خاطئة هي عماد تماسك واستقرار المجتمع. وهي تفسر سبب ميل الحكومات الثورية ، بعد التغيير، الى الركون الى المحافظة على القديم . ومن مثالب الحفاظ على المعتقدات هو انكار الحقائق. مثلا الحفاظ على المعتقد في الاتحاد السوفيتي جعل النظام غير قادر على التكيف مع الوقائع الاقتصادية وهكذا انهار الاتحاد السوفيتي. واليوم في الولايات المتحدة يجد الملايين انه من الاسهل التغني بـ"امريكا امريكا امريكا " من قبول الحقائق التي تشير الى الحاجة للتغيير.
ان هيمنة سلطة الكذبة الكبرى تضع سدا في وجه (حركة حقيقة 11 ايلول ) لا تستطيع كسره. ومن الكذب الصريح محاولة التأكيد على ان حركة حقيقة 11 ايلول تتكون من منظري المؤامرة والمجانين . فإن قادة الحركة هم من المهنيين شديدي التخصص مثل خبراء الهدم وعلماء الطبيعة ومهندسي العمارة والمهندسين والطيارين ومسؤولين كبار سابقين في الحكومة . وهم على عكس نقادهم الذين يرددون مثل الببغاوات كلام الحكومة ، يعرفون ما يتحدثون عنه.

الفيديو مدته ساعتان تم اختصارهما كما يبدو ، وسترون ان كيج ليس بالمتحدث البليغ او الشخصية الجذابة وربما ذلك لأنه يتحدث امام طلاب جامعة يعرفون ماتعنيه المصطلحات والمفاهيم التي يتكلم بها.
ويمكن لاولئك الذين يصدقون الرواية الرسمية لاحداث 11 ايلول ويعتبرون المشككين نصابين او بلهاء ، ان يتحروا صدق علما ءالاجتماع وملاحظة هتلر، بمشاهدة الفيديو ويرون رد فعلهم تجاه الادلة التي تنفي معتقداتهم . هل انت قادر على أن تشاهد المحاضرة بدون التشنيع على من يعرف اكثر منك ؟ ماهو رد فعلك حين تجد انك لا تستطيع الدفاع عن آرائك ضد ادلة واضحة؟ هل تغضب؟

مشكلة اخرى امام (حركة حقيقة 11 ايلول) هو ان القليل من الناس من يملك الثقافة لتتبع النواحي الفنية والعلمية في الواقعة . فالجهة التي يصدقونها تقول لهم شيئا والجهة الاخرى التي لايصدقونها تقول لهم شيئا آخر. ومعظم الأمريكيين ليس لديهم الثقافة اللازمة للحكم على صدق الحجج المقدمة في الجدل.
مثلا تأمل قضية مفجر لوكربي: كانت احدى الأدلة التي استخدمت لادانة المقراحي هي قطعة من لوحة الدائرة الكهربية من جهاز قيل انه يحوي على السيمتكس الذي انفجر في الطائرة. ولاواحد من الناس الذين آمنوا ايمانا راسخا بجريمة المقراحي وليبيا وهاجموا اطلاق سراحه لاعتبارات انسانية كما قيل، يعرف ان لوحات الدوائر الكهربية في تلك الايام كان لها درجات حرارة انفجار منخفضة جدا وانها تلتهب بسهولة. أما السمتيكس فإنه ينتج درجات حرارة عالية جدا . ولا شيء يتبقى ابدا من جهاز يحتوي على السمتيكس، وهكذا من البديهي للخبير ان يعرف أن لوحة الدائرة الكهربائية التي قيل انها تخلفت من انفجار السيمتكس ، لابد أن تكون قطعة مزروعة بعد الحادثة.
لقد تساءلت في عدة مناسبات ولم احظ بجواب قط، وهذا لا يعني انه ليس هناك جواب : كيف يمكن لملايين الاوراق غير المحروقة او المتفحمة ان تتطاير على مانهاتن بعد انفجار البرجين في حين أن التفسير الرسمي للانهيار هو ان النيران كانت من الشدة والقوة والتوزيع المتساوي بحيث تسببت في اضعاف الهياكل الفولاذية الهائلة وانهيارها فسقط البرجان سقطة حرة كما لو كان الامر بفعل هدم مسيطر عليه.
سؤالي هو : ما تفسير نيران من شدتها تصهر الفولاذ ولكنها لا تحرق الورق؟
الناس لا تلاحظ التناقضات. مؤخرا قام فريق عالمي من العلماء درسوا لمدة 18 شهرا عينات من الغبار الذي انتجه انفجار البرجين وقد جمعوها من مصادر مختلفة، وقد وثقوا في بحثهما اكتشاف مادة نانو ثيرمايت في الغبار nano-thermite . ولكن الحكومة الامريكية اوعزت للعلماء الذين تستعين بهم وتمولهم ان يطعنوا في مرجعية العينات ، اي اوحوا بأن شخصا ما عبث بالعينات واضاف المادة المشار اليها. وهذا كل مافعلته حتى تطعن بمصداقية بحث العلماء ، رغم الحقيقة المعروفة وهي ان الحصول على مادة الثيرمايت مستحيل حيث لاتتواجد الا لدى الجيش الأمريكي وربما اسرائيل ايضا.

وعالم الفيزياء ستيفن جونز جاء بأدلة كاسحة لاستخدام المتفجرات في تهديم البرجين . ولكن دليله لم يفحص او يختبر او حتى يدحض بالأدلة، بدلا من ذلك اهمل وتم تجاهله تماما.
تجربة الدكتور جونز تذكرني بتجربة استاذي في اكسفورد الفيلسوف والكيميائي والفيزيائي مايكل بولاني. كان احد اعظم علماء القرن العشرين . وفي وقت من الأوقات كان كل رئيس قسم في الجمعية الملكية تلميذا لبولاني. وحصل الكثير من طلابه على جامعة نوبل للعلوم مثل يوجين وجنر وملفن كالفن وابنه جون بولاني .
في شبابه في بدايات القرن العشرين اكتشف مايكل بولاني تفسير الامتصاص الكيميائي. ولكن السلطة العلمية وجدت في النظرية الجديدة تحديا خطيرا للمعتقدات السائدة وتجاهلتها. وحتى حين كان بولاني احد اكبر علماء المملكة المتحدة فإنه لم يستطع تدريس نظريته. بعد نصف قرن اعيد اكتشاف "اكتشافه" من قبل علماء جامعة بيركلي. تم الترحيب بالاكتشاف "الجديد" ولكن العلماء القدامى علقوا على ذلك قائلين انه نفس "الخطأ القديم لبولاني" ولكن اتضح انه لم يكن خطأ. وقد طلب من بولاني ان يخاطب العلماء بعد نصف قرن من فشل العلم في الاعتراف بالحقيقة ، كيف فشل العلم الذي يقوم على فحص الأدلة ، هذا الفشل الذريع؟ وكان جواب بولاني ان نظام المعتقدات في العلم مثل اي شيء آخر، وان نظريته كانت تتجاوز المعتقدات السائدة حينذاك.
هذا كل ما نلاحظه حولنا وليس فقط فيما يتعلق بتطرف المسلمين او 11 ايلول.
ولكن ما أجده محيرا هو ان الناس لايصدقون اية كلمة تقولها الحكومة الا فيما يتعلق باحداث 11 ايلول فهم يصدقونها. لاسباب لا استطيع فهمها ، هم يصدقون ان الحكومة التي تكذب في كل ما تقوله لهم ، تصدق معهم في حقيقة 11 ايلول. أسألهم : كيف يكون ذلك ؟ هل اخطأت الحكومة وقالت الحقيقة لهذه المرة فقط؟ ولكن سؤالي لا يدفعهم الى اعادة التفكير في الرواية الرسمية ، بل ينتابهم الغضب مني للتشكيك في ذكائهم ومصداقيتهم .
المشكلة التي تواجه الاعتراف بالحقيقة هو وجود الدوافع العاطفية. ففي احداث 11 ايلول يشعر الامريكان بانهم يجب ان يصدقوا الحكومة حتى لا يشعروا بأنهم غير متعاطفين او غير وطنيين وهم خائفون من ان يعتبروا متعاطفين مع الارهاب. اخرون من الجناح اليساري لديهم دافع عاطفي لأن يؤمنوا بان الناس الذين قمعتهم الولايات المتحدة قد ردوا لها الصاع صاعين وبعض اليساريين يرون ان امريكا تستحق هذه الضربات وهكذا يؤيدون دعاية الحكومة من ان المسلمين وراء الهجمات.
بعض السذج يعتقدون انه اذا كان تفسير الحكومة لاحداث 11 ايلول خطأ فلن يسكت الفيزيائيون او المهندسون. وقد تكلم فعلا بعض هؤلاء . ولكن على اية حال، بالنسبة لمعظم الفيزيائيين والمهندسين سيكون هذا انتحارا مهنيا فهم مدينون بوظائفهم للمنح الحكومية والاقسام التي يعملون فيها تعتمد بشكل كبير على التمويل الحكومي . فالفيزيائي الذي يتكلم ينهي وظيفته في الجامعة التي سوف تتخلى عنه من اجل ارضاء الحكومة كما حدث مع الدكتور ستيفن جونز.
اما اذا تحدثت شركة هندسة فلن تحصل مرة اخرى على عقود الحكومة . اضافة الى ان عملاءها (الوطنيين الملوحين بالاعلام) سوف يعتبرون الشركة مؤيدة لافعال الارهابيين ويتوقفون عن التعامل معها.
في نيويورك هناك حملة كبيرة من قبل عائلات 11 ايلول للقيام بتحقيق حقيقي ومستقل . عشرات الالاف من سكان نيويورك وقعوا على عرائض مما يتطلب من الدولة وضع اقتراح انشاء لجنة مستقلة، للتصويت في الكونغرس. ولكن الدولة حتى الان لا تنفذ القانون.

لماذا يتم تجاهل عشرات الالوف من سكان نيويورك الذين يطالبون بتحقيق حقيقي على اعتبار انهم اصحاب نظرية المؤامرة؟ إن المشككين بأحداث 11 ايلول يعرفون اكثر بكثير من الناس الذين يشتمونهم. معظم الناس الذين ارتضوا بالرواية الرسمية لم يفحصوا الادلة ومع ذلك يحاولون اسكات اولئك الذين فحصوا وبحثوا المسألة جيدا.
مشكلة اخرى تواجه حركة حقيقة 11 ايلول تأتي من حلفائها الطبيعيين ، اولئك الذين يناهضون حروب بوش/اوباما ومواقع الانترنيت التي تقيمها حركة مناهضة الحرب تخشى من الوصم بالخيانة وبعدم الوطنية . من الصعب معارضة حرب ضد من شيطنتهم الحكومة الامريكية . وتعتقد مواقع مناهضة الحرب انهم اذا سمحوا بالتشكيك في 11 ايلول فإن ذلك سيجعلهم "متعاطفين مع الارهابيين" ويقلل بذلك من اهمية معارضتهم للحرب.
ولكن مواقع مناهضة الحرب لا تدرك بان قبول الرواية الرسمية لاحداث 11 ايلول ، يقلل من شأن المعارضة للحرب. فطالما تقبل فكرة ان الارهابيين المسلمين هم الذين فعلوها ، من الصعب بعد ذلك ان تعارض معاقبتهم على ذلك . انهم لا يفهمون انك اذا صادقت على أعذار الحكومة للحرب، فسيصبح من المستحيل عليك ان تعارض الحرب.
وحسب علمي فإن معظم الامريكان يصدقون الحكومة اكثر مما يصدقون الحقائق. ان الديمقراطية قائمة على افتراض ان الناس هم مخلوقات عاقلة يمكنها ان تفحص الحجج ولا يمكن استغلالهم بسهولة . ولكن الابحاث تثبت عكس ذلك . ومن خبرتي في التدريس والسياسة العامة والصحافة ، تعلمت بأن كل شخص سواء كان من الاساتذة أو الفاشلين في المدارس الثانوية لديهم مشكلة مع الحقائق والتحليلات التي لاتتفق مع ما يؤمنون به. إن فكرة "نحن على استعداد للسير وراء الحقيقة حيثما تقودنا" هي فكرة شديدة الرومانسية و المثالية . ونادرا ما التقيت بعقول متفتحة سواء على المستوى الاكاديمي او بين كبار مسؤولي الحكومة . وبين عموم الناس فإن القدرة على متابعة طريق الحقيقة حيثما يقودنا تكاد تكون معدومة.
إن ردة الفعل الرسمية على احداث 11 ايلول ، بغض النظر عمن فعلها، غيرت مسار بلادنا الى الأبد. فإن حرياتنا المدنية لن تكون آمنة كما كانت. وقدرة امريكا المالية ومستويات معيشتها تستمر في الهبوط، وتضررت الى الابد مكانة بلادنا وقيادتنا للعالم . وقد ضيعنا اول عقد من القرن الواحد والعشرين في حروب عبثية ، ويبدو ان العقد الثاني سوف يضيع بنفس النهج.
وتبقى أهم حقيقة مثيرة للقلق وهي أنه لم يجر اي تحقيق في احداث 11 ايلول المتسببة في كل هذا.

(انتهت المقالة المترجمة)

 تعليق
يعرف الأصدقاء والأعداء أني في كل كتاباتي أحاول أن أدحض الأكاذيب أيا كان مصدرها: من الاحتلال او من عملائه. فلا شيء يثيرني ويستفزني قدر الكذب.. الكذب الكبير الذي يهدم دولا (مثل العراق وافغانستان ) ويقيم اخرى (مثل اسرائيل وكردستان) ، الكذب الذي يمزق الشعوب ويقتلها ، الكذب الذي يدمر الزرع والضرع، الكذب الذي يمحو ذاكرة حضارة قديمة ويشخبط ذاكرة بربرية جديدة. الكذب باسم الدين (في صلاة الجمعة الماضية كانت احدى القنوات تذيع خطبة الجمعة وكان الخطيب واسمه جاسم الطويرجاوي يلعلع بصوته قائلا للمصلين "لا تقبل صلاتكم من غير دمعة على الحسين !" فانقلبت الصلاة - وهي اللحظة التي يكون فيها المؤمن سعيدا في حضرة الله راجيا ومؤملا- الى يبووووه وصريخ ولطم) والكذب باسم القومية وباسم حقوق الانسان وباسم الاقلية وباسم الاغلبية وباسم المرأة وباسم الحرية وباسم القانون واكبر الاكاذيب هي التي تأتي باسم الديمقراطية .. هذه الكلمة المشينة.

أخيرا أترككم مع بعض أبيات قصيدة جميل صدقي الزهاوي التي أشرت اليها سابقا ، عسى ان يغفر الله لي ذنبي الذي اقترفته بحقها يوما:
الكذب أسعدني و الصـدق أشـقاني - والكـذب أضحكني والصدق أبكاني
الكـذب صير أعـدائي ذوي مقـة - والصـدق أبعـد عني كل أخـداني
كم ورطة كاد فيها الصدق يوقعني - و بعد ذلك منهـا الكذب نجـاني
لولا أكـاذيب آمال تخـادعـني - من كان يذهب أشجاني و أحزانـي
إن الأماني تسلي و هي كـاذبة - وليس في الصدق من سلوى لأسواني
الصدق مستنقعٌ في مائه أسـنٌ - فليس يملك إرواءً لظمــــآن
والكـذب بحـرٌ خضمٌ لا قرار له - يحـوي جواهر من درٍ ومرجـان
الصدق يلقاك بالأشـواك جارحةً - و الكذب يبسم عن ورود و ريحـان
وقد يفوز أخو صــدق بمأربه - و قد يؤوب أخو كـذبٍ بخســران
لكـن هذا قـليل غير مطـّرد - فليـس يبني عليـه حكـمـه الباني
إن الحياة بالدنـيـا لقائمـة - على الأكاذيب من زورٍ وبهتــان
الصادق الحر ذو فقر و مسكنة - والكاذب الغر ذو مال و سـلطان
إذا كذبت فقد أصـبحت رب تقى - وإن صدقت فأنـت الملحد الجـاني

هناك 9 تعليقات:

  1. موضوع ذو آهميًة، يتناول تفسير ردود الفعل الجمعي تجاه احداث كبرى يشوبها التشكيك، بفعل تباين الادلة ، والاستخدام المفرط في توجية الحدث لمقاصد اخري ، لكن في حادثة ١١.٠٩ اعترفت القاعدة بتبيها للعملية، فلماذا التشكيك آذا؟ وهنا يصبح التشكيك سالب بإنتفاء الموضوع ، وهل الحكومة الامريكية بحاجة لقتل مواطنيها وتدمير مدنها من اجل احتلال العراق وافغانستان ؟ سؤال موجه للسيدة عشتار كونها ركزت علي هذه النقطة في المقال .
    حسن الطائي
    صحافي عراقي

    ردحذف
  2. عزيزي حسن

    1- لو كان اي بيان على الانترنيت يقول اي شيء نصدقه فلا حاجة اذن لاعمال عقلنا والتفكير. كيف عرفت ان القاعدة اعترفت ؟ ولو كان الكتاب والمفكرون الامريكان اقتنعوا ببيان القاعدة لما صدرت مقالات التشكيك بل حتى كتب وسوف اترجم مختصر كتاب حديث حول موضوع بن لادن والمقاعدة.

    2- اذا كنت تعتقد أن امريكا تحجم عن قتل مواطنيها من أجل توجيه الرأي العام الى شيء يتجاوز القوانين مثل الحرب، فأرجوك ان تعيد قراءة تاريخ أمريكا.

    ردحذف
  3. سيدة عشتار تبني القاعدة لغزوة منهاتن كمايسمونها قادة القاعدة ، لم تكن علي شكل بيانات في الانترنيت، بل معززة بآشرطة فيديوا تم نشرها وفيها مايؤكد تبني القاعدة للعمليًة وبعض القيادات التي هربت الى إيران تم تسليمها الي السعوديًة بإتفاق ثنائي بين البلديين، ناهيك عن ملفات المنفديين وتقاريير موثقة عن عمليية التحظير للعملية معززة بالادلة والبراهيين والصور ، ثم آن الاستدلال بالتآريخ الامريكي في بداية تآسيس آمريكا يُعتبر متآخر عن آوانهِ لان الحياة قد تطورت وتغيررت بفعل نظم المجايلة والاختلاف المنهجي لكل مرحلة، فلايَجب عليكِ الانطواء علي عصور التاريخ المظلمة ، والحكم علي دولة عظمى مرت بآطوار مختلفة حتي وصلت الي ما وصلت اليهِ اليوم .
    حسن الطائي
    صحافي عراقي

    ردحذف
  4. أبو يحيى العراقي
    تحية للعزيزة عشتار .. و تحية للاستاذ حسن الطائي المحترم قصة القاعدة و 11 سبتمبر و افغانستان سمعناها و عرفناها و قد قيل ما قيل فيها يبقى الشيء الغريب و الغريب جداً قصة غزو و احتلال العراق و تزامنها مع تلك الاحداث. لماذا تسعى ادارة بلد تعرض لهجوم ارهابي الى ترك مصدر الهجوم و الاستدارة 180 درجة نحو خصم أخر ضعيف و محاصر قبل أن تحسم معركتها مع عدوها الارهابي و لماذا تشغل نفسها في ظرفها العصيب ذلك بفبركة الاكاذيب ضد العراق؟! بالتأكيد الموضوع ليس قضية خطأ أو سوء نوايا شخصي لافراد مثل بوش أو تشيني أو أو و لكنه موضوع أعقد و أعمق من ذلك.

    ردحذف
  5. هذه الجماعة اللي تدور على تحقيق بموضوع احدعش ايلول لاتزال تجمع تواقيع للمطالبة بالتحقيق لكن للاسف لم تحصل على عدد كاف لذلك ولها اكثر من موقع على الانترنت للاسف.

    فهندسة سقوط الابراج وسرعة سقوطها مريبة بحيث جعلت الكثيرين يفكرون بفكرة انها كانت مفخخة بطريقة ما ولم تسقط بفعل الطائرات.

    اما قضية الاوراق والوثائق المتطايرة فهذه طبيعية في نظري لان الحريق في البناية جعل منها مدخنة ضخمة تجري بها تيارات هوائية بفعل الحرارة ودفعت بالاوراق من النوافذ مثلما دفعت بسبب الحرارة والنيان من كان بالبناية للانتحار بالقذف بانفسهم من النوافذ بدلا من الاحتراق.

    مادة النانو ثيرمايت من الصعب تكونها بشكل مريب لان المواد من نوع نانو تحتاج الى حرارة اعلى من التي صهرت البناية والى مدة حرق طويلة ويمكن ان تتكون مادة من نوع نانو لكن من الكلس المتطاير حراريا من البنايات اي ان التركيب الكيميائي ان حوى على مواد نترات او نتريت او فسفور فهذه طبعا لقنابل او اسلحة اي ان التركيب النانوي اي من نوع نانو لوحده لايكفي لكن النسبة العالية له مريبة ويجب التحقق من المادة الكيميائية اي نوعها بالضبط.

    من جانب اخر طالبان والقاعدة تدربوا على يد المخابرات الاميركية لضرب الاتحاد السوفيتي والاموال ممولة بواسطة السعودية الا يمكن ان تكون اميركا تعلم بان القاعدة مثلا ستحاول ضرب الابراج في يوم معين وتركتها تعمل ذلك وخاصة ان الطائرات التي ضربت الابراج انطلقت من مطار واحد فقط. اقصد ان المؤامرة كانت مكشوفة ولكن اميركا استفادت من ضرب الابراج اكثر من مما لو احبطت العملية ليس الا اي بالضبط مثلما استفادت من ضرب بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية.

    اي بتعبير اخر ان اميركا كانت تتمنى ان يقوم الكامكاز بالانتحار في بيرل هاربر لكي تجد مايبرر حماس الجماهير للذهاب لنصرة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

    ولو نظرنا للعمارتين كما انظر لهما دائما ولو كان الموضوع صدفة لكن لا اعرف لماذا شبح هذه الفكرة دائما ياتي لراسي ان اميركا احتلت في مكان كل عمارة دولة.

    ولكي اعطي دليل اخر على نظريتي لننظر الى الخميني هل هو من وصل الى السلطة ام اميركا اوعزت الى الشاه بالخروج من ايران مع عائلته وترك الخميني ياتي للسلطة لكي يوقف المد الشيوعي من الوصول الى المياه الدافئة؟

    عندما تسالين الناس سيقولون ان المظاهرات كانت قوية وان الايرانيين كانوا يختبئون في سطوح المنازل ويصيحون الله اكبر ...مات مات ديكتاتور

    لقد فعلوا نفس الشيء قبيل تزوير احمدي نجاد للانتخابات حيث تبين من بعض صناديق الاقتراع ان عدد الاصوات اكبر من عدد الناخبين ...فخرجوا وتظاهروا ومات من مات ومنهم ندى اغا سلطان شهيدة للحرية فهل سقط احمدي نجاد لا طبعا فهل تصدقون ان نفس هذه المظاهرات كانت تستطيع اسقاط الشاه الذي بجيشه كان يسمى شرطي الخليج واسلحته التي لم يعرف الملالي استعمالها لمحاربة الجيش العراقي ابان حرب الخليج الاولى؟؟

    هناك دائما حقائق لا يصدقها الناس لانهم يريدون ان يسمعوا مايريدون سماعه وقد قالها العراقيون من زمان غابر
    جذب مصفط احسن من صدك مخربط

    تمنياتي بالتوفيق

    البرجوازي العراقي

    ردحذف
  6. بالنسبة الى قتل اميركا شعبها بالحروب ان سمحتم لي بالتعقيب هنا ...

    ما هي خسارة حرب اميركا في الحرب الكورية التي لم تنتهي انتهاء حقيقي ونتج عنها ولادة كوريا الجنوبية كحليف لها؟ الخسارة هي خمسين الف قتيل

    فما هي قيمة ان يقتل اربعة الاف وثلثمائة جندي ويعاق ويصاب ثمانين الف منهم في حرب العراق في الحقيقة هذا يعتبر مكسب جيد في قوانين دارسة الجدوى الاقتصادية فالجنود هؤلاء فرحون في قبورهم لان عوائلهم استلمت من التعويضات المالية الشيء الكافي وهم استلموا رواتبهم التي وقعوا عقودهم من اجلها اي انهم باعوا ارواحهم بمحض ارادتهم فماهي المشكلة؟؟

    اميركا في حرب العراق وافغانستان رابحة جداً وبخسائر قليلة جدا وهذه الخسائر تستحق الاهمال مقابل الفوائد التي استفادت منها في زيادة عدد الحكومات العميلة وان تم تحقيق فكرة تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات صغيرة نفعية ذات تركيبة اثنية قومية ودينية لا وجود للعلمانية داخلها ستكون اكثر فائدة وانصياع ورقص على الانغام الاميركية...مو لو اني غلطان؟

    ردحذف
  7. دة عشتار تبني القاعدة لغزوة منهاتن كمايسمونها قادة القاعدة ، لم تكن
    علي شكل بيانات في الانترنيت، بل معززة بآشرطة فيديوا تم نشرها وفيها
    مايؤكد تبني القاعدة للعمليًة وبعض القيادات التي هربت الى إيران تم
    تسليمها الي السعوديًة بإتفاق ثنائي بين البلديين، ناهيك عن ملفات
    المنفديين وتقاريير موثقة عن عمليية التحظير للعملية معززة بالادلة
    والبراهيين والصور ، ثم آن الاستدلال بالتآريخ الامريكي في بداية تآسيس
    آمريكا يُعتبر متآخر عن آوانهِ لان الحياة قد تطورت وتغيررت بفعل نظم
    المجايلة والاختلاف المنهجي لكل مرحلة، فلايَجب عليكِ الانطواء علي عصور
    التاريخ المظلمة ، والحكم علي دولة عظمى مرت بآطوار مختلفة حتي وصلت الي
    ما وصلت اليهِ اليوم .
    حسن الطائي
    صحافي عراقي

    ردحذف
  8. والله موضوع مهم !!
    من زمان چنت اتمنى ينفتح هذا الموضوع .. بس للأسف انفتح بالتوقيت غير المناسب ( بالنسبة ألي ) ..أكو هواية شغلات عابرة عى جماعتنه .... بس مو على ابو يحيى والبرجوازي !!

    الاخ الصحفي العراقي ...... اذا تگدر اتجاوب بعض الاسئلة اللي شاغلة تفكيري من 8 سنين ؟ راح أصدگ انه القاعدة وراء تفجير البرجين !!!!
    سؤال واحد : لماذا تغٌيب عن العمل في الابراج 4 الاف يهودي يوم الحدث ؟ ولدى سؤالهم عن التغٌيب قالوا ان مر بهم عيد يدعى ( العرازيل) علماً ان عيد (العرازيل ) يأتي في ديسمبر وليس سبتمبر !!!!
    سؤال أثنين : كيف نُصبت 5 كاميرات تصوير مختلفة الزوايا للحدث ؟ مع العلم لم يكن أحد يعلم بتوقيتات هجومات القاعدة (وان كان ) فهو من خطط لها .. والا .. لكان حذر من الهجوم !!!!
    سؤال أتلاثه : لماذا أمٌن (زراب الزربوني- أسمة الحقيقي متوفر عند الطلب ) صاحب الابراج على الابراج بمبلغ خيالي مهول ( يگولون أخمسباطعش مليون ) ضد الهجمات الارهابية قبل الحادث بأيام ! مع العلم ان أقوى ما ضرب الارهاب (لو صحيح ) هي الباخرة گول في اليمن!!!!
    سؤال أربعة : لماذا انهارت البناية رقم 7 وهي من البنايات الداعمة للأبراج (أنهيار مبرمج) بعد حوالي 90 دقيقة من انهيار الابراج ؟
    50 بالمية من الاسئلة أختيارية .. فأذا أقنعتني بأجوبة الـ 50 بالمية الاخرى ..راح أصدگ انه القاعدة وراء الهجوم وانه امريكا واليهود براء من الهجوم , براءة يعقوب ما ادري يوسف من دم الذئب ...... هو شنو چان اسمه يعقوب لو يوسف ؟

    هسة نرجع لعشتورة .... عشتورة آني أهوايه مزاعلچ ...شنو چنت يومية افتح المدونة مالتچ .. وماكو شي ؟ ومن ينگطع العنترنيت مالتي تبدين تنشرين مواضيعچ ..........على اي حال .. أهلا وسهلا بمزوٌرة قصائد الزهاوي.


    عراق

    ردحذف
  9. اخي حسن الطائي

    رددت على تعليقك الأخير في موضوع قائم بذاته في الصفحة الأولى .

    أخي عراق ..

    يعني لزمت عليّ لزمة ؟؟

    ردحذف